ج ٩، ص : ٣١٥
لتوسع فى الظرف والا فهو متعلق بفعل مقدر يفسره ما بعده وتقديره وان كنتم متوكلين على أحد فتوكلوا على اللّه فليتوكل المؤمنون عليه فحينئذ تكرير الأمر بالتوكل تأكيد أو اشعار بان الايمان يقتضى التوكل أخرج الترمذي والحاكم وصححاه عن ابن عباس أن رجالا من أهل مكة اسلموا فابوا أزواجهم وأولادهم ان يدعوهم يعنى للهجرة إلى المدينة قال البغوي منعهم أزواجهم وأولادهم وقالوا صبرنا على إسلامكم ولا نصبر على فراقكم فاطاعوهم فتركوا الهجرة فانزل اللّه تعالى.
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ حيث يشغلكم عن طاعة اللّه فَاحْذَرُوهُمْ ج ولا تامنهم غوايلهم وشرهم ولا تطيعوهم حتى تدعوا الهجرة قال ابن عباس فيما روى عنه الترمذي والحاكم ثم انهم لما أتوا المدينة وقدموا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم راوا الناس قد فقهوا فى الدين فهموا ان يعاقبوهم يعنى الأزواج والأولاد والذين ثبطوهم عن الهجرة فانزل اللّه تعالى وَإِنْ تَعْفُوا منهم إذا اطلعتم على عداوة ولا تقاتلوهم بمثلها وَتَصْفَحُوا أى تعرضوا عن التوبيخ وَتَغْفِرُوا ذنوبهم وجملة ان تعفوا مع ما عطف عليه معطوفة على جملة ان من أزواجكم وأولادكم فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ يعنى ان تعفوا وتغفروا يغفر اللّه لكم ويرحمكم أخرج ابن جرير عن عطاء بن يسار قال نزلت سورة التغابن كلها بمكة الا هؤلاء الآيات يايها الذين أمنوا ان من أزواجكم وأولادكم نزلت فى عوف بن ملك الأشجعي كان ذا أهل وولد وكان إذا زاد الغزو بكوا إليه ورققوه فقالوا إلى من تدعنا فرق ويقيم فنزلت هذه الآية وبقية الآيات إلى اخر السورة بالمدينة ينى؟؟؟ انهم اعداء لكم يحملكم على ترك الطاعة والجهاد فاحذروهم ان تقبلوا منهم وان تعفوا وتصفحوا وتغفروا فلا تعاقبوهم على خلافهم إياكم يغفر اللّه ان اللّه غفور رحيم.
َّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ
يعنى ابتلاء من اللّه تعالى واختبار لكم فمن ادى حقوق اللّه تعالى وحقوق الناس مع كثرة العلائق والعوائق بعثه اللّه تعالى على منازل الأبرار وكان أفضل ممن أذى بلا عوايق ومن ثم راجع أهل السنة ان خواص البشر اعنى الأنبياء أفضل من خواص الملائكة وعوامهم اعنى الأولياء والصلحاء أفضل من عوامهم إذ لا عايق للملائكة عن طاعة اللّه تعالى ومن شغله الأموال والأولاد عن طاعة اللّه تعالى وأداء الحقوق وبعثه على ارتكاب المعاصي وناول الحرام رده اللّه إلى أسفل السافلين اللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ
فاطلبوه واثروا محبته على محبة الأموال والأولاد والسعى لهم فائده ذكر اللّه سبحانه عداوة