ج ٩، ص : ٣٢٠
مِنْكُمْ تبريا عن الريبة وقطعا للتنازع والأمر بالإشهاد امر استحباب ولا يشترط الشهود للرجعة عند أبى حنيفة ومالك واحمد فى رواية وعند الشافعي فى أصح قوليه وفى قول للشافعى ورواية أحمد يشترط الشهود للرجعة والأمر امر إيجاب قلنا أيضا الاشهاد على الطلاق ليس بواجب اجماعا فالامر للاستحباب كما فى قوله تعالى واشهدوا إذا تبايعتم ولا يمكن ان يكون الأمر للوجوب فى حق الرجعة وللاستحباب فى حق الفرقة والا يلزم الجمع بين الحقيقة والمجاز وَأَقِيمُوا الشَّهادَةَ أيها الشهود إذا دعيتم إليها لِلَّهِ أى خالصا لوجهه لا لغرض دنيوى ذلِكُمْ الذي ذكر يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ط فانه هو المنتفع به والمقصود تذكيره أخرج ابن مردوية من طريق الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس قال جاء عوف ابن مالك الأشجعي فقال يا رسول اللّه ان ابني اسره العدو جزعت امه فما تأمرني قال أمرك وإياها ان تستكثر من قول لا حول ولا قوة الا باللّه فقالت المرأة نعم ما أمرك فجعلا يكثران فغفل عنه العدو فاستاق غنمهم فجاء بها إلى أبيه قال البغوي وهى اربعة آلاف شاه فنزلت ومن يتق اللّه الآية قال البغوي اتى عوف بن مالك النبي ـ ﷺ ـ فقال يا رسول اللّه اسرا العدو ابني وشكى إليه أيضا الفاقة فقال النبي ـ ﷺ ـ اتق اللّه واصبر واكثر من قول لا حول ولا قوة الا باللّه ففعل الرجل ذلك فبينما هو فى بيته إذ أتاه ابنه وقد غفل عنه العدو فاصاب ابلا فجاء بها إلى أبيه وأخرج ابن جرير مثله عن سالم بن أبى الجعد والسدى وأخرجه الحاكم من حديث ابن مسعود وأخرج أيضا عن جابر قال نزلت فى رجل من أشجع كان فقيرا خفيف ذات اليد كثير العيال فذكر مثله وأخرج الخطيب فى تاريخه من طريق جرير عن الضحاك عن ابن عباس وأخرجه الثعلبي من وجه اخر ضعيف وابن أبى حاتم من وجه اخر مرسل فقد صح الحديث بكثرة الشواهد فلا بأس بما قال الذهبي
فى حديث جابر انه حديث منكر ومعنى الآية وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ فى المصيبة والبلاء فيصبر ويترك الجزع وارتكاب المحرم يَجْعَلْ اللّه لَهُ مَخْرَجاً من ذلك البلاء والمصيبة.
وَيَرْزُقْهُ بعد فقره رزقا حلالا مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ط كما رزق الأشجع عن عبد اللّه بن مسعود قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ من انزل به فاقة فانزلها لم يسد فاقته ومن نزلت به فاقة فانزلها باللّه فيوشك اللّه ان يرزق عاجلا أو أجلا رواه أبو داود والترمذي وصححه هو والحاكم الا انه قال أو شك اللّه له بالغنى اما بموت