ج ٩، ص : ٣٣٤ ثم قال هل تدرون ما فوق ذلك قالوا اللّه ورسوله اعلم قال ان فوق ذلك العرش وبينه وبين السماء بعد ما بين السماءين ثم قال هل تدرون ما الذي تحتكم قالوا اللّه ورسوله اعلم قال انها الأرض ثم قال هل تدرون ما تحت ذلك قالوا اللّه ورسوله اعلم قال ان تحتها ارض اخرى ما بينهما مسيرة خمسمائة سنة حتى عد سبع ارضين بين كل ارضين خمسمائة سنة ثم قال والذي نفس محمد بيده لو انكم وليتم بحبل إلى الأرض السفلى الهبط على اللّه ثم قرأ هو الأول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شىء عليم رواه أحمد والترمذي وقد ذكرنا هذا الحديث وتحقيقه فى سورة البقرة فى تفسير قوله تعالى فسوّهن سبع سموات قال قتادة فى كل ارض من ارضه وسماء من سمائه من خلقه وامر من امر وقضاء من قضاء وقد ورد فى بعض الأحاديث ان فى كل ارض آدم كادمكم ونوح كنوحكم وابراهيم كابراهيمكم وموسى كموسى ونبى كنبيّكم يعنى محمد صلى اللّه عليه وسلم واللّه تعالى أعلم يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ أى يجرى امر اللّه وقضاءه بينهن وينفد حكمه فهن كلهن ولو صح حديث فى كل ارض آدم كادمكم فجاز ان يكون المعنى
يتنزل بالوحى بينهن من السماء السابعة إلى الأرض السابعة السفلى - لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عِلْماً فلا يخفى عليه شىء وقوله لتعلموا علة لخلق أو ليتنزل الأمر أو لمقدر يعمها أى عمكم الخلق والتنزل لتعلموا الآية فان كلا منها يدل على كمال قدرته وعلمه وعلما منصوب على التميز من نسبة أحاط إلى فاعله أو مصدر من غير لفظه فمعنى أحاط بكل شىء علما علم كل شىء علما وجملة اللّه الذي خلق سبع سموت الآية تعليل لما سبق من قوله فاتّقوا اللّه.