ج ١٠، ص : ٨١
هذا الرجل فقد أخبرني بامر ما يعلمه الا نبى فقال ويحك يا عداس لا يصرفنك عن دينك فان دينك خير من دينه ثم ان رسول اللّه ـ ﷺ ـ انصرف من الطائف راجعا إلى مكة حين يئس من خبر ثقيف حتى إذا قام بنخلة قام من جوف الليل يصلى فمر به نفر من جن نصيبين اليمن فاستمعوا له فلما فرغ من صلوته ولوا إلى قومهم منذرين قد أمنوا وأجابوا لما سمعو فقص اللّه سبحانه تعالى خبرهم عليه وأخرج ابن الجوزي فى كتاب الصفوة بسنده عن سهل بن عبد اللّه قال كنت فى ناحية وزاعا وإذا رايت مدينة من حجر منقور فى وسطها قصر من حجارة تأويه الجن فدخلت فإذا شيخ عظيم الخلق يصلى إلى الكعبة وعليه جبة صوف فيها طراوة فلم أتعجب من عظم خلقته كتعجبى من طرارة جبته فسلمت عليه فرد على السلام وقال يا سهل ان الأبدان لا يخلق الثياب وانما يخلقها روايح الذنوب ومطاعم السحت وان هذه الجبة على منذ سبع مائة سنة لقيت بها عيسى ومحمدا عليهما السلام فامنت بهما فقلت له ومن أنت قال من الذين نزلت فيهم قل اوحى إلى نفر من الجن وقال جماعه بل امر رسول اللّه ـ ﷺ ـ ان ينذر الجن ويدعوهم إلى اللّه يقرأ عليهم القرآن فصرفوا إليه نفر من الجن من نينوى وجمعهم له فقال رسول اللّه ـ ﷺ ـ انى أمرت ان اقرأ على الجن الليلة فايكم يتبعنى فاطرقوا ثم استتبعهم فاتبعه عبد اللّه بن مسعود رض قال عبد اللّه ولم يحضر معنا غيرى فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة دخل بنى اللّه صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وأصحابه وسلم شعبا يقال له شعب الحجون وخط إلى خطا ثم أمرني ان اجلس فيه وقال لا يخرج منه حتى أعود إليك ثم انطلق حتى قام فافتتح القرآن فجعلت ارى مثل النسور تهوى وسمعت لغطا شديدا حتى خفت على نبى اللّه صلى اللّه تعالى عليه وآله وسلم وغشيته اسودة كثيرة حالت بينى وبينه حتى ما اسمع صوته ثم طفقوا ينقطعون مثل قطع السحاب الذاهبين ففرغ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مع الفجر
فانطلق إلى فقال أنمت قلت لا واللّه يا رسول اللّه ولقد هممت مرارا ان استغيث بالناس حتى سمعتك تقرع بعصاك تقول اجلسوا قال لو خرجت لم أمن عليك ان يتخطفك بعضهم ثم قال رأيت شيئا قلت نعم رأيت رجلا اسود مشتفرى ثياب بيض قال أولئك جن نصيبين سألونى المتاع والمتاع الزاد فمنعتهم لكل عظم عايل وروث وبعرة فقال يا رسول اللّه يقذرها الناس فنهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ان يستنجى بالعظم والروث قال فقلت يا رسول اللّه وما يغنى ذلك عنهم قال انهم لا يجدون عظما الا وجدوا عليه لحمه يوم يوكل ولا روثة الا وجدوا فيها حبها يوم


الصفحة التالية
Icon