ج ١٠، ص : ٨٢
أكلت فقلت يا رسول اللّه سمعت لغطا شديدا فقال ان الجن تدارت فى قتيل قتل منهم فتحاكموا إلى فقضيت بينهم بالحق قال ثم تبرز رسول اللّه ـ ﷺ ـ ثم أتاني فقال هل معك ماء قلت يا رسول اللّه معى اداوة فيها بشئ من نبيذ التمر فاستدعاه فصببت على يديه فتوضأ فقال تمرة طيبة وماء طهور وروى مسلم عن على بن محمد حدثنا اسمعيل بن ابراهيم عن داود عن عامر قال سألت علقمة هل كان ابن مسعود شهد مع رسول اللّه صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وأصحابه وسلم ليلة الجن قال فقال علقمة انا سألت ابن مسعود عنه فقلت هل شهد أحد منكم مع رسول اللّه ـ ﷺ ـ ليلة الجن قال كنا مع رسول اللّه ـ ﷺ ـ ذات ليلة تفقدناه فالتمسناه فى الاودية والشعاب فقلنا استطير أو اغتيل قال بشر ليلة بات بها قوم فقال أتاني داعى الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن قال فأنطلق بنا فارانا اثارهم و
اثار نيرانهم قال الشعبي وسألوه الزاد وكانوا من جن جزيرة فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لكم كل عظم ذكر اسم اللّه عليه يقع فى ايديكم أو ما يكون فيه لحم وذلك بعرة علف دوابكم فقال رسول اللّه ـ ﷺ ـ فلا تستنجوا بهما فانهما طعام إخوانكم من الجن وروى عن ابن مسعود انه رأى قوما من الزط فقال هؤلاء أشبه ما رايت من الجن ليلة الجن قلت والظاهر عندى ان استماع الجن القرآن من النبي ـ ﷺ ـ عامدا إلى سوق عكاظ وقافلا من الطائف كان اولا وهو المحكي عنه بقوله تعالى قل اوحى إلى واما ليلة الجن التي رواها ابن مسعود فكانت بعد ذلك قال البغوي فى تفسير سورة الأحقاف انه قال ابن عباس فاستجاب لهم أى تفر من الجن بعد ما استمعوا القرآن من النبي ـ ﷺ ـ بنخلة ورجعوا إلى قومهم منذرين من قومهم سبعين رجلا من الجن فرجعوا إلى رسول اللّه ـ ﷺ ـ فوافقوه فى البطحاء فقرأ عليهم القرآن وأمرهم ونهاهم وذكر الخفاجي انه قد دلت الأحاديث على ان وفادة الجن كانت ستة مرات وهذا يدل على انه صلى اللّه عليه وآله وسلم كان مبعوثا إلى الجن والانس جميعا وقال مقاتل لم يبعث قبله نبى إلى الانس والجن واللّه تعالى أعلم فَقالُوا هؤلاء النفر من الجن حين رجعوا إلى قومهم إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً بديعا مباينا لكلام المخلوق مصدر وصف به للمبالغة.
يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ إلى الحق والصواب من التوحيد والإحسان الذي يقتضيه العقل والبرهان صفة اخرى للقران فَآمَنَّا بِهِ ط أى بالقران وَلَنْ نُشْرِكَ فى العبادة بِرَبِّنا أَحَداً من خلقه حيث نهى اللّه سبحانه عنه.
وَأَنَّهُ الضمير عائد إلى ربنا أو للشان