ج ١٠، ص : ١٠٦
والوعد والوعيد وذكر القيامة ثقيل على المكلفين لا سيما على الرسول صلى اللّه عليه وسلم إذ كان عليه ان يتحملها ويحملها أمته ومن ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شيبتنى سورة هود وأخواتها رواه الطبراني عن عتبة ابن عامر وعن أبى جحيفة يعنى لما فيه من قوله تعالى فاستقم كما أمرت ومن تاب معك أو لما فيه من ذكر القيامة وعذاب الأمم الماضية يدل عليه ما رواه الحاكم عن أبى بكر بلفظ شيبتنى سورة هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت رواه الترمذي عن ابن عباس والحاكم عن أبى بكر وابن مردويه عن سعد ونحوه عن أنس رض رواه عبد اللّه بن أحمد بلفظ شيبتنى هود وأخواتها لما فيها ذكر يوم القيامة وقصص الأمم وقيل ثقيل على أتأمل فيه لافتقاره إلى مزيد تصفيته للسر وتجريد للنظر لزرانته ومتانته معناه وهذا أوفق لما سبق وما لحق فان الترتيل لاجل التدبر والتفهم وناشئة الليل أشد لمواطاة القلب اللسان وقيل ثقيل على باطن الصوفي وعظيمة فان الخالق العظيم المتعالي يتجلى على قلب المخلوق يحقر السافل كذا قال الفراء حيث قال ثقيل ليس بالخفيف ولا بالسفساف لأنه كلام ربنا قال الشيخ الاجل الأكرم الهادي سبيل اليقين محبوب رب العالمين سيف الملة والدين ابد الآبدين ان علامة انكشاف حقيقة القرآن ورود ثقل عظيم على باطن السالك ومن ثم قال اللّه تعالى سنلقى عليك قولا ثقيلا قلت ويؤيده هذا المعرفة قوله تعالى لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرايته خاشعا متصدعا من خشية اللّه وهذا معنى ما قيل ثقيل تلقيه رواه مسلم عن عبادة بن الصامت قال كان النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا نزل عليه الوحى كرب لذلك وتربد وجهه وفى رواية نكس راسه ونكس أصحابه رؤسهم فلما اتلى عنه رفع رأسه وفى الصحيحين عن عائشة ان الحارث بن هشام سال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال يا رسول اللّه كيف يأتيك الوحى فقال رسول اللّه صلى
اللّه عليه وسلم أحيانا تأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشد على فيفصم عنى وقد وعيت عنه ما قال وأحيانا يتمثل لى الملك رجلا فيكلمنى فاعى ما يقول قالت عائشة ولقد رايته ينزل عليه الوحى فى اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وان جبينه ليتفصد عرقا متفق عليه ويحتمل ان يقال انه ثقيل لما فيه من الأمر بالتوجه إلى الخلق لاجل الدعوة والتبليغ والإرشاد والتكميل بقوله تعالى قم فانذر وقوله وانذر عشيرتك الأقربين بعد ما كان متوجها إلى اللّه تعالى مشتغلا به تعالى حيث كان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو تعبد الليالى ذوات العدد وقيل ان ينزع إلى اهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها كذا فى الصحيحين فى حديث عائشة ودرجة الإرشاد والتكميل وان كان أفضل من درجة الاستكمال


الصفحة التالية
Icon