ج ١٠، ص : ١٢٧
وان أسفله لمعذق وان يعلو ولا يعلى ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش صبا واللّه الوليد واللّه ليصبان قريش كلهم وكان يقال للوليد ريحانة قريش فقال أبو جهل انا أكفيكموه فانطلق فقعد إلى جنبه حزينا فقال مالى أراك حزينا يا ابن أخي فقال ما يمنعنى ان لا احزن وهذه قريش يجمعون لك بقية يعنونك على كبر سنك ويزعمون انك زينت كلام محمد وتدخل على ابن كثير وابن أبى قحافة ليتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد فقال الم يعلم قريش ان من أكثرهم مالا وولدا وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام فيكون لهم فضل ثم قام مع أبى جهل حتى اتى مجلس قومه فقال لهم تزعمون ان محمدا مجنون فهل رايتموه ينطق قط قالوا اللّهم لا قال تزعمون انه كاهن فهل رأيتموه قط يكهن قالوا اللّهم لا قال تزعمون انه شاعر فهل رأيتموه ينطق يشعر قالوا اللّهم لا قال تزعمون انه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب قالوا اللّهم لا وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يسمى الامين قبل النبوة من صدقه وقالت قريش للوليد فما هو فتفكر فى نفسه ثم نظر وعبس فقال ما هو الا ساحر من رايتموه تفرق بين الرجل واهله وولده ومواليه فهو ساحر بقوله سحر يوثر وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس نحوه وقال فحينئذ نزلت.
ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم من طرق اخر نحوه والواو بمعنى مع كما مر فى قوله ذرنى والمكذبين أى ذرنى معه وَحِيداً حال من مفعول ذرنى يعنى لاتهتم به وذرنى وحدي معه فانى أكفيكه أو من فاعل خلقت أى خلقته وحيدا لم يشاركنى فى خلقه غيره رد من ضمير مفعول العائد المحذوف أى من خلقته وحيدا فريدا لا مال له ولا ولدا والمعنى خلقته وحيدا فى الشرارة ووحيدا غير منسوب إلى اب لأنه كان زنيما قال البغوي انه كان يسمى فى قومه وحيدا فسماه اللّه به تهكما واستهزاء وما على تسمية نفسه وحيدا.
وَجَعَلْتُ لَهُ مالًا مَمْدُوداً مبسوطا كثيرا أى ممدودا بالنماء كالزرع والضرع والتجارة قال مجاهد وسعيد بن جبير الف دينار وقال قتادة اربعة آلاف دينار وقال سفيان الف الف وقال ابن عباس تسعة آلاف مثقال فضة وقال مقاتل كان له بسمتان بالطائف لا ينقطع ثماره شتاء وصيفا وقال عطاء عن ابن عباس كان له بين مكة والطائف ابل وخيل وغنم وكان له عين كثيرة وعبيد وجوارى.
وَبَنِينَ شُهُوداً حضورا بمكة بلقائهم لا يحتاجون إلى السفر بطلب المعاش وكانوا عشرة وقال مقاتل كانوا سبعة وهم الوليد بن الوليد وخالد وعمارة وهشام والعاص وقيس وعبد الشمس اسلم منهم خالد وهشام وعمارة.
وَمَهَّدْتُ لَهُ أى بسطت له الرياسة وألحاه العريض حتى يقال ريحانة قريش والتوحد باستحقاق الرياسة والتقدم أو مهدت له فى طول العمر تَمْهِيداً بسطا.