ج ١٠، ص : ١٣٩
بالبصيرة ذالحجة الملك الموكل وقال مقاتل والكلبي معناه بل الإنسان على نفسه بصيرة رقباء يرقبونه ويشهدون عليه بعمله وهو سمعه وبصره وجوارحه وحينئذ دخول الهاء فى البصيرة لأن المراد الإنسان جوارحه ويحتمل ان يكون معناه بل الإنسان على نفسه بصيرة يعنى جوارحه فحذف حرف الجر كما فى قوله تعالى ان أردتم ان تسترضعوا أولادكم أى لاولادكم.
وَلَوْ أَلْقى
الإنسان مَعاذِيرَهُ
ط قال الضحاك والسدى معناه ولو ارخى الستور واغلق الأبواب عند فعل المعصية ليخفى ما يعمل فلا ينفع فان نفسه عليه شاهد وكذا الموكل به واللّه على كل شىء شهيد واهل اليمن يسمون الستر معذارا وجمعه معاذيرة وقال مجاهد وقتادة وسعيد بن جبير معناه يشهد عليه الشاهد من الجوارح والملائكة ولو اعتذر وجادل عن نفسه كما قال لا ينفع الظالمين معذرتهم قال الفراء ولو اعتذر فعليه من نفسه من يكذبه ومعنى إلقاء القول كما قال اللّه تعالى والقوا إليهم القول انكم لكاذبون وعلى هذا معاذير جمع معذار بمعنى العذر وجمع معذرة على غير قياس كمناكير فى المنكر والظاهر انه اسم جمع وجمعها معاذر وكذا المناكير واللّه تعالى أعلم - أخرج الشيخان فى الصحيحين عن ابن عباس قال كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إذا نزل جبرئيل بالوحى يحرك لسانه وشفتيه فيشتد عليه وكان يعرف عنه يريد ان يحفظ ما انزل اللّه فانزل اللّه تعالى.
لا تُحَرِّكْ
يا محمد بِهِ
بالقران لِسانَكَ
قبل ان يتم وحيه لِتَعْجَلَ بِهِ
ط أى لتاخذه على عجلة فى الصحيحين عن ابن عباس كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يحرك شفتيه إذا نزل يخشى ان ينفلت -.
إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ
فى صدرك وَقُرْآنَهُ
ج اثبات قرأته على لسانك تعليل للنهى.
فَإِذا قَرَأْناهُ
اى القرآن بلسان جبرئيل أضاف قراءة جبريل إلى نفسه مجازا لأنه بامره ورسالته فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ
ج قراءته يعنى فاقرأ بعد قراءة جبريل حتى يرسخك فى ذهنك كذلك لا بد للتلميذ ان يقرأ بعد قراءة الشيخ ولا يقرأ معه كيلا يقع المزاحمة والتشويش فى القراءة والحفظ.
ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ ط أى القرآن أى اظهار المراد منه إذا أشكل شىء من معانيه قلت الآية على ان بيان القرآن محكمه ومتشابهه من اللّه تعالى للنبى صلى اللّه تعالى عليه وآله وسلم لا يجوز ان يكون شىء منها غير مبين له عليه الصلاة والسلام والا يخلو الخطاب من الفائدة ويلزم الخلف فى الوعد كما ذكرنا هذه المسألة فى تفسير قوله تعالى وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وكلمة