ج ١٠، ص : ١٥٥
رواه الخطيب وروى البخاري فى الأدب عن على مرفوعا اتقوا اللّه فى ما ملكت ايمانكم وروى البغوي اتقوا اللّه فى النساء فانهن عندكم عوان قال البغوي اختلفوا فى سبب نزول هذه الآية قال مقاتل نزلت فى رجل من الأنصار اطعم فى يوم واحد مسكينا ويتيما وأسيرا وروى مجاهد وعطاء عن ابن عباس انها نزلت فى على بن أبى طالب وذلك انه عمل لليهودى بشئ من شعير فقبض الشعير فطحن منه ثلثه، فاصلحوا منه شيئا لياكلوه فلما تم إنضاجه اتى مسكين فساله فاخرجوا إليه الطعام ثم عمل الثلث الثاني فلما ثم إنضاجه اتى يتيم فسال فاطعموه ثم عمل الثلث الباقي فلما تم إنضاجه اتى أسير من المشركين فسال فاطعموه وطووا ليومهم ذلك وروى الثعلبي عن ابن عباس ان الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول اللّه ـ ﷺ ـ فقال يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك فنذر على وفاطمة وقضة جاريته لهما ان يصوموا ثلثة ايام ان برأ فشفيا وما معهم طعام فاستقرض علىّ من سمعون الخيبري ثلث أصوع من الشعير فطحنت فاطمة رضى اللّه عنها صاعا وأخبزت خمسة أقراص فوضعوا بين أيديهم ليفطروا فوقف عليهم مسكين فاثروه وباتوا ولم يذوقوا الا الماء وأصبحوا صياما فلما امسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم فوقف عليهم فى الثالثة أسير فافعلوا مثل ذلك فنزل جبرئيل بهذه السورة وقال خذها يا محمد هناك اللّه فى أهل بيتك قال الحكيم الترمذي هذا حديث مفصل لا يروح الا على أحمق وجاهل وأورده ابن الجوزي فى الموضوعات وقال هذا لا يشك فى وضعه قال السيوطي لأن السورة مكية ودخول على على فاطمة بعد الهجرة بسنتين قلت وهذا الاعتراض ملحق بما قال مقاتل وما قال مجاهد وعطاء أيضا فان نزول الآية فى رجل من الأنصار يقتضى كون الآية مدنية وكذا عمل على لليهودى بشئ من الشعير أيضا لا يتصور الا فى المدينة لأن اليهود لم يكونوا بمكة بل نفس الآية يقتضى كونها مدنية لأن الأسارى لم تكن الا بالمدينة لم يكن بمكة جهاد اولا
اسرا فالظاهر ان بعض هذه الصورة مدنية وان كانت بعضها مكية وعلى كون كلها مكية ففى الآية اخبار بالغيب عن حال المسلمين بعد الهجرة.
إِنَّما نُطْعِمُكُمْ حال من يطعمون بتقدير القول أى قائلين نطعم لهم هذا القول اما تحقيقا أو تقدير القول بلسان الحال قال المجاهد وسعيد بن جبير انهم لم يتكلموا به ولكن علم اللّه ذلك من قلوبهم فاثنى عليهم لِوَجْهِ اللَّهِ لفظ الوجه مقحم أى للّه وطلب مرضاته ثوابه لا نُرِيدُ مِنْكُمْ


الصفحة التالية
Icon