ج ١٠، ص : ١٥٦
جَزاءً
عوضا بدنيا ولا ماليا وَلا شُكُوراً مصدر كالدخول والجروح والقبول روى عن عائشة انها كانت تبعث بالصدقة إلى أهل بيت ثم تسال المبعوث ما قالوا فان ذكر دعاء دعت لهم بمثله ليبقى صواب الصدقة لها خالصا عند اللّه.
إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا تعليل للاطعام بعد تعليل كأنَّه معطوف على لوجه اللّه بحذف العاطفة وحذف حرف الجر يعنى نطعمكم طمعا وخوفا من اللّه المطلوب مرضاته وثوابه للخوف من غضبه وعذابه عن أنس قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ ان الصدقة لتطفى غضب الرب ويدفع منه السوء رواه الترمذي يَوْماً ظرف لمقدر أى نخاف من عذاب ربنا عَبُوساً العبوس الذي يجمع ما بين عينيه حزنا وصف اليوم به مجازا على طريقة نهارك صايم قَمْطَرِيراً شديد العبوس كذا قال الكلبي وقال اخفش قمطرير أشد ما يكون من الأيام وأطوله فى بلاء وفى القاموس القمطرير الشديد واقمطر اشتد نفسه ترقى من الأدنى إلى الأعلى.
فَوَقاهُمُ اللَّهُ ذكر المستقبل بلفظ الماضي اشعار القطع وقوعه الفاء للسببية أى لاجل خوفهم واجتنابا بموجب العذاب فى ذلك اليوم وقاهم اللّه شَرَّ أى مكاره ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ أعطاهم بدل العبوسة نَضْرَةً حسنا فى الوجه وَسُرُوراً فى القلب.
وَجَزاهُمْ اللّه حيث لم يطلب الجزاء عن غيره بِما صَبَرُوا على طاعات اللّه عن معاصية وعلى الجوع عند اطعام المسكين وعلى القتل فى الجهاد وعلى المعصية عند الصدقة جَنَّةً دخلوها وَحَرِيراً ألبسوه.
مُتَّكِئِينَ حال من الضمير المنصوب فى جزاء أو من المرفوع فى ادخلوا المقدر فِيها فى الجنة عَلَى الْأَرائِكِ ج أى السرر فى الحجال أخرج البيهقي عن ابن عباس قال لا يكون الأرائك حتى يكون السرير فى الحجلة فان كان سرير بغير حجلة لا يكون أرائكه وان كان حجلته بغير سرير لا يكون أرائكه فإذا اجتمعا كان أرائكه لا يَرَوْنَ حال من فاعل متكئين أو من ذى حاله فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً قال فى القاموس الزمهرير شدة البرد القمر وازمهرت الكواكب أى لمعت فالمراد بالزمهرير اما شدة البرد وبالشمس لازمه أى الحر فالمعنى لا حر فيها ولا برد ليدوم فيها هواء معتدل أخرج ابن المبارك وعبد اللّه بن أحمد فى زوايدة وابن مسعود قال الجنة سجيح لاحر فيها ولا قرأ والمراد بالزمهرير القمر اولا مع من الكواكب