ج ١٠، ص : ١٥٨
فيغير الالف ومن نون الثاني أيضا بالألف عوضا من التنوين ومن لم ينون وقف بغير الف على القياس الا هشام فبالالف صلة للفتحة على الرواية قَدَّرُوها تَقْدِيراً صفة ثانية لاكواب أو حال بتقدير قد والمعنى قدرها لهم السقاة والخدم الذين يطوفون عليهم على قدر ريهم لا يزيد ولا ينقص كذا أخرج الفريابي فى نفسه عن ابن عباس قال الشيخ الاجل يعقوب الكرخي رضى اللّه عنه لعل هذا اشارة إلى ان مقادير الأكواب يكون على حسب مقادير استعدادات الأرواح فى المعارف الالهية وأخرج هناه عن مجاهد تقديرها انها ليست بالملأى التي تفيضه ولا ناقصة بقدر أو المعنى قدرها أهل الجنة فى أنفسهم فجاءت مقاديرها وأشكالها لما تمنوه أو قدروه بأعمالهم الصالحة فجاءت على حسبها.
وَيُسْقَوْنَ فِيها معطوف على يطاف عليهم كَأْساً المراد بالكأس هاهنا المشروب اما حقيقة أو على طريق جرى النهر كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلًا صفة لكاس كانت العرب يستلذون الشراب الممزوج بالزنجبيل قواعد اللّه بذلك قال ابن عباس ما ذكر اللّه فى القرآن بما فى الجنة وسماه ليس له فى الدنيا مثل وقيل عين فى الجنة يوجد منها طعم الزنجبيل وقال قتادة يشربها المقربون صرفا ويمزج لسائر أهل الجنة قلت ذكر اللّه تعالى فى الجنة كاسا كان مزاجها كافورا وكاسا كان مزاجها زنجبيلا ذلك على اختلاف رغبة الشاربين فان محرور الطبيعة يعجبه التبريد فيرغب إلى كاس كان مزاجها كافورا والمبرود يعجبه التسخين فيرغب إلى كاس كان مزاجها زنجبيلا ولكل يرغب فيه.
عَيْناً بدل من زنجبيلا ان كان الزنجبيل اسما لعين والا فهو بدل من كاس على حذف المضاف أى كاس عين فِيها تُسَمَّى تلك العين سَلْسَبِيلًا أخرج سعيد ابن منصور وهناد والبيهقي عن مجاهد قال هى حديدة الحربة انتهى ويقر شراب سهل الانحدار فى الخلق والمساغ سلسل سلسالا وسلسبيلا فقيل الباء فيه زائدة وقال الزجاج سميت بذلك لانها منقادة لهم يصرفونها حيث شاؤا وقال مقاتل وأبو العالية سميت به لانها تسيل عليهم فى الطريق....... وفى منازلهم ينبع من اصل العرش من جنة عدن إلى أهل الجنان وشراب الجنة على برد الكافور وطعم الزنجبيل وريح المسك.
وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ عطف على الجملة السابقة - وِلْدانٌ ينشئهم اللّه لخدمة المؤمنين أو ولدان الكفرة يجعلهم اللّه خدما لاهل الجنة مُخَلَّدُونَ أى لا يموتون ولا يهرمون إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً لا يموتون ولا يهرمون