ج ١٠، ص : ١٩١
فى إيجاد العالم فقال.
أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ ط مبتداء محذوف الخبر تقديره أنتم أشد خلقا أم السماء أشد خلقا منكم والاستفهام للتقرير والمراد بالسماء هى وما فيها بقرينة ذكر الأرض والجبال فى مقام التفصيل والحاصل ان السماء وما فيها أشد خلقا منكم ألبتة لانكم بعض ما فيها والكل أعظم وأشد من الجزء بالبداية والاعادة أهون من اللّه بَناها صفة للسماء اما على ان اللام زايدة على طريقة لقد امر على اللئيم يسبنى أو على حذف الموصول أى التي بناها أو جملة ثانية معطوفة على الأول بحرف مقدر ويحصل من القضيتين مادة البرهان تقديره ان اللّه بنى السماء التي هى أشد خلقا منكم وكل من هو قادر على بناءها قادر على إعادة ما هو أضعف منها.
رَفَعَ سَمْكَها السمك الارتفاع والمعنى جعل مقدار ارتفاعها من الأرض أو جعل تحتها الذاهب فى العلو رفيعها والجملة بيان لجملة بناها أو بدل اشتمال منه فَسَوَّاها عمد لها وجعلها مستوية بلا قطور.
وَأَغْطَشَ لَيْلَها أى جعلها ذا ظلمة يقال غطش الليل إذا اظلم أضاف الليل إلى السماء لحدوثها بحركة الشمس المستقر فيها وَأَخْرَجَ ضُحاها أى ابرز ضوء شمسها وجعل النهار موجودا منها.
وَالْأَرْضَ منصوب بفعل محذوف على شريطة التفسير يعنى ودحى الأرض بَعْدَ ذلِكَ أى بعد خلق الس ماء دَحاها بسطها للسكنى قال ابن عباس خلق اللّه الأرض بأقواتها فى يومين من غير ان يدحوها قبل السماء ثم استوى إلى السماء فسويهن سبع سموات فى يومين بعد ذلك ثم دحى الأرض فى يومين بعد ذلك فخلقت الأرض وما فيها من شىء فى اربعة ايام وقيل معناه الأرض مع ذلك دحيها كقوله تعالى عتلّ بعد ذلك زنيم فى التفسير البيضاوي حمل كلمة بعد هاهنا على الحقيقة وقال فى قوله تعالى ثم استوى إلى السماء ان ثم لتفاوة ما بين خلقتى السماء والأرض من الفصل كما فى قوله تعالى ثم كان من الذين أمنوا والتأويل الأول لكونه مستفادا من كلام السلف اولى.
أَخْرَجَ مِنْها أى من الأرض ماءَها ينفجر العيون فيها وَمَرْعاها ص كلائها تسمية الحال باسم المحل أو مصدر بمعنى المفعول وجملة أخرج معطوفة على الأرض نظيره له.
وَالْجِبالَ أَرْساها مَتاعاً أى تمتيعا منصوب على العلية من دحى وارسى على سبيل التنازع لَكُمْ أيها الناس وَلِأَنْعامِكُمْ فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى