ج ١٠، ص : ٢٠٨
الى المشرق ثم ترجع إلى المغرب وقد ترى ساكنة ولذلك سميت متحيرة والسبب فى ذلك عند الهيئة انها مرتكزة فى أفلاك جزئية غير مجوفة تسمى تدويرات وللتدويرات حركات برأسها وحركات أعاليها على نسق أفلاكها من المغرب إلى المشرق وحركات أسافلها على عكس ذلك فالكواكب إذا كان فى أعلى التدوير فتساعد الحركتين حركة التدوير وحركة الفلك الكلى يرى متحركا إلى المشرق بسرعته وإذا كان فى أسفلها فلتراجم الحركتين أو عدم التساعد قد يرى متحركا نحو المغرب وهو الرجوع والخنوس وقد يرى ساكنا واما عندنا فالكواكب كل منها فى فلك يسبحون على ما أراد اللّه سبحانه ولا امتناع لخرق السموات والتيامها فحركات الخمسة المتحيرة قد تكون نحو المشرق وقد تكون نحو المغرب وقد تكون بطيئة وقد تكون سريعة كما أراد اللّه تعالى وجرى به عادته وحركات ساير الكواكب جرت العادة بكونها دائما على نسق واحد وقال قتادة الخنس هى النجوم كلها تبدوا بالليل وتخنس بالنهار فتخفى فالمراد بالخنوس حينئذ الخفاء وهو لازم يعنى الرجوع وقيل خنوسها ان يغيب قلت وعلى هذا يكون الخنس والكنس مترادفين فلا وجه للتكرار.
الْجَوارِ فى الفلك الْكُنَّسِ والكنوس ان تأوي الأرنب والظبى فى مكانها والمراد هاهنا بالكنس اختفائها عند غروبها أو عند المحاق قلت ويحتمل ان يقال المراد بمكانها مستقرها تحت العرش عن أبى ذر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حين غربت الشمس أتدري اين تذهب قلت اللّه ورسوله اعلم قال فانها تذهب حتى نسجد تحت العرش الحديث.
وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ قال الحسن اقبل بظلامه وقال أدبر وهو من الاضداد.
وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ أى بدأ اوله وقبل امتد ضوئه وارتفع جواب القسم.
إِنَّهُ يعنى القرآن لَقَوْلُ رَسُولٍ من حيث انه رسول يعنى ليس بمتقول محمد عليه الصلاة والسلام بل هو قول مرسل وهو اللّه سبحانه والمراد بالرسول جبرئيل أو محمد صلى اللّه عليه وسلم كَرِيمٍ على اللّه صفة رسول.
ذِي قُوَّةٍ ان المراد جبرئيل فمن قوته انه اقتلع قريات قوم لوط ومن الماء الأسود حملها على جناحه فرفعها إلى السماء ثم قلبها وانه صاح صيحة بثمود فاصبحوا جاثمين وانه يهبط من السماء إلى الأرض ويصعد فى اسرع من الطرف وان المراد به محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم فهو ذو قوة فى الجذب إلى اللّه من الإرشاد لبث


الصفحة التالية
Icon