ج ١٠، ص : ٢٠٩
نوح عليه السلام فى قومه الف سنة الا خمسين عاما وما أمن قوم الا قليل ولبث محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم فى أمته ثلثا وعشرين سنة وانتشر دينه فى الآفاق كان الناس يدخلون فى دين اللّه أفواجا وكان معه حجة الوداع ماية الف واربعة وعشرين الفا من الصحابة وانه صعد من السماء السابعة والى ما لم يستطع جبرئيل الصعود إليه ثم هبط الأرض فى اقل من ساعة وانه راى ربه ولم يستطع أحد غيره فلما تجلّى ربه للجبل جعله دكا وخرّ موسى صعقا عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ أى اللّه سبحانه الظرف متعلق بما بعده مَكِينٍ ذى مكانة وجاه ومنزلة.
مُطاعٍ للعالمين قال اللّه تعالى من يطع الرّسول فقد أطاع اللّه ثَمَّ أى عند ذى العرش أَمِينٍ ط على الوحى والظرف اعنى ثمّ الظاهر انه متعلق بامين ويجوز ان يكون متعلق بمطاع يعنى مطاع فى الملاء الا على قال البغوي من إطاعة الملائكة إياه يعنى جبرئيل انهم فتحوا أبواب السماوات ليلة المعراج بقوله لرسول اللّه ـ ﷺ ـ وفتح خزنة الجنة ابوابها قلت وهذا بعينه إطاعة لمحمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ويحتمل ان يراد بالاطاعة ان الاحكام الالهية تنزل اولا عليه ثم بواسطته تصل تلك الاحكام إلى غيره من الملائكة عن النواس بن سمعان قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا أراد اللّه ان يوحى بالأمر تكلم بالوحى أخذت السموات منه رجفة أو قال رعدة شديدة خوفا من اللّه تعالى فإذا سمع ذلك أهل السموات صعقوا وخروا للّه سجدا فيكون أول من يرفع راسه جبرئيل فيكلمه اللّه وحيه بما أراد ثم يمر جبرئيل على الملائكة كلما مر بسماء سأله ملائكتها ماذا قال ربنا يا جبرئيل فيقول جبرئيل قال الحق وهو العلى الكبير قال فيقول كلهم مثل ما قال جبرئيل بالوحى حيث امره اللّه وهذا يدل على كون جبرئيل مطاعا واما كون محمد صلى اللّه عليه وسلم مطاعا فى الملائكة فوجه ذلك ان الحقيقة المحمدية عند أهل التحقيق هو التعين الأول بفيوض الوجود ومراتب القرب ومنها مرتبة كونه يوحى إليه كليما للّه لا يصل فى أحد الا بتوسط الحقيقة المحمدية وهذا امر كشفى ويشهد من النصوص قوله تعالى وما أرسلناك الا رحمة للعالمين وقوله عليه السلام اما وزير أى فى السماء فجبرئيل وميكائيل ووزير أى فى الأرض أبو بكر وعمر فجبرئيل مطاع بالطريق الاولى.
وَما صاحِبُكُمْ يعنى محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم عطف على انه فهو أيضا جواب للقسم فان كان المراد بالرسل