ج ١٠، ص : ٢٤٧
صيغة الاستقبال فلا محذور فى نزوله سابقا واما هنا فقوله تعالى وذكر اسم ربه فصلى صيغة لا يتصور الحكاية عن شىء من قبل وجوده وقيل المراد بالصلوة هاهنا الدعاء فان من سنة الدعا الثناء على اللّه اولا وآخرا عن فضالة قال بينما رسول اللّه ـ ﷺ ـ قاعد إذ دخل رجل وصلى فقال اللهم اغفر لى وارحمني قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ عجلت أيها المصلى إذا صليت فقعدت فاحمد اللّه بما هو اهله وصل على ثم ادعه قال ثم صلى رجل اخر بعد ذلك فحمد اللّه وصلى على النبي ـ ﷺ ـ فقال رسول اللّه ـ ﷺ ـ أيها المصلى ادع تجب رواه الترمذي وروى أبو داود والنسائي نحوه عن عبد اللّه بن مسعود قال كنت أصلي والنبي ـ ﷺ ـ وأبو بكر وعمر معه فلما جلست بدأت بالثناء على اللّه ثم الصلاة على النبي ـ ﷺ ـ ثم دعوت لنفسى فقال النبي ـ ﷺ ـ سل تعط سل تعط رواه الترمذي قال الشيخ الاجل يعقوب الكرخي رض ان فى الآية اشارة إلى منازل السلوك الأول التوبة والتزكية بقوله قد أفلح من تزكى والثاني المداومة بالذكر اللساني والقلبي والروحي والسرى بقوله وذكر اسم ربه والثالث بالمشاهدات بقوله فصلى فان الصلاة
معراج المؤمنين قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ جعلت قرة عينى فى الصلاة رواه أحمد والنسائي والحاكم والبيهقي قلت وأيضا فى عطف الذكر على التزكى بالواو وعطف الصلاة عليه بالفاء اشارة إلى ما ذكر المجدد رض من الترتيب فى اذكار الطريقة حيث عين للمبتدى الذكر باسم الذات أو النفي والإثبات فى أثناء تزكية النفس وقال ان الصلاة لا تقيد فائدة تامة الا بعد تزكية النفس وفى التجليات الذاتية والترقي هناك بالصلوة واللّه تعالى أعلم.
بَلْ تُؤْثِرُونَ قرأ أبو عمرو بالياء على الغيبة والضمير عائد إلى الأشقياء والباقون بالتاء على الخطاب لهم على سبيل الالتفات أو على إضمار قل جملة بل توثرون على محذوف أى وهم يعنى الأشقياء لا يزكون وأنتم أيها الأشقياء لا تزكون ولا تذكرون اسم ربكم ولا يصلون بل توترون الْحَياةَ الدُّنْيا على الحيوة الاخرى.
وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ فان نعمها فلذات بالذات خال عن الغوائل وأجل نعمها الروبة والوصال ورضوان اللّه ذى الجلال وَأَبْقى أى الانقطاع لها بخلاف الدنيا وهذه الجملة حال من فاعل توثرون.
إِنَّ هذا يعنى ما ذكر من قوله تعالى قد أفلح من تزكى إلى اخر اربع آيات لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى أى الكتب السماوية على الأنبياء والماضين فانه جامع امور الديانة وخلاصة الكتب كلها.
صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ع بدل بعض تخصيص بعد التعميم امال حمزة والكسائي اواخر السورة وورش بين بين.


الصفحة التالية
Icon