ج ١٠، ص : ٢٦٢
هو الايمان الحقيقي مَرْضِيَّةً ج فان رضا العبد باللّه موجب لرضاء اللّه سبحانه عنه بل رضاء العبد اثر لرضائه تعالى ودليل عليه قال الحسن إذا أراد اللّه قبضها اطمأنت ورضيت عن اللّه ورضى اللّه عنها عن عبادة بن الصامت قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من أحب لقاء اللّه أحب اللّه لقائه ومن كره لقاء اللّه كره اللّه لقائه فقالت عائشة أو بعض أزواجه انا نكره الموت فقال ليس ذلك ولكن المؤمن إذا حضره الموت يبشر برضوان اللّه وكرامته فليس شىء أحب إليه مما امامه فاحب لقاء اللّه فاحب اللّه لقاءه واما الكافر إذا حضره الموت يبشر بعذاب اللّه وعقوبته فليس شىء اكره إليه مما امامه فكره لقاء اللّه وكره اللّه لقائه متفق عليه وفى رواية عائشة والموت قبل لقاء اللّه وعن أبى هريرة قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ إذا حضر المؤمن الموت أتت ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء فيقولون اخرجى راضية مرضية عنك إلى روح اللّه وريحانه ورب غير غضبان فيخرج كاطيب ريح المسك حتى انه ليناوله بعضه بعضا حتى يأتوا به أبواب السماء فيقولون ما أطيب هذه الريح التي جاءتكم من الأرض فياتون به أرواح المؤمنين فلهم أشد فرحا به من أحدكم بغائب يقدم عليه فيسئلوا ماذا فعل فلان فيقول دعوه فانه كان فى غم الدنيا فيقول قد مات اما أتاكم فيقولون قد ذهب به إلى امه الهاوية وان الكافر إذا احتضر أتته ملائكة العذاب بمسح فيقولون اخرجى ساخطة مسخوطا إليك أى عذاب اللّه عز وجل فتخرج كانتن ريح جيفة حتى يأتون به إلى باب الأرض فيقولون ما أنتن هذه الريح حتى يأتون به أرواح الكفار رواه أحمد والنسائي وفى رواية ابن ماجة نحوه وفيه ثم يعرج بها أى بالمؤمنة إلى السماء فيفتح لها فيقال مرحبا بالنفس الطيبة كانت فى الجسد الطيب الحديث وقال فى النفس الكافر ثم يعرج بها إلى السماء فيقال لا مرحبا بالنفس الخبيثة كانت فى الجسد الخبيث ارجعي ذميمة فانها لا يفتح لك
أبواب السماء ثم ترسل من السماء ثم يصير إلى القبور وفى الباب أحاديث كثيرة واختلفوا فى وقت هذا المقالة فقال قوم يقال لها ذلك عند الموت كما دلت عليه الأحاديث وقال أبو صالح فى قوله ارجعي إلى ربك راضية مرضية قال هذا عند خروجها من الدنيا فإذا كان يوم القيامة قيل فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى وقال آخرون انها يقال لها ذلك عند البعث ارجعي