ج ١٠، ص : ٢٧١ والفعل حتى لم يجز إبراز الفعل معها فصارت كانها هى العاملة نصبا وجرا فصارت كعامل واحد له عملان فيجوز العطف على معموليه وذلك جائز بالاتفاق ونحو ضرب زيد عمرو أو بكر خالدا هذا إذا كانت الظروف متعلقة بفعل القسم واما على تاويل صاحب البحر فلا حاجة إلى هذا التوجيه.
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها ص الضمير المرفوع راجع إلى اللّه سبحانه والمنصوب إلى من باعتبار انه عبارة عن النفس يعنى فازت وسمعت نفس طهر اللّه تعالى عن الرذائل بتجليات صنافه الكاملة عليها حتى صارت راضية باللّه تعالى وأحكامه مطمئنة بذكره وطاعته محترزة عما نهى عنه وما يشغلها عنه لما أخرج ابن جرير من طريق جويبر عن ابن عباس قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول فى قول اللّه تعالى قد أفلح من زكيها افلحت نفس زكيها اللّه كذا قال عكرمة روى مسلم والترمذي والنسائي وابن أبى شيبة عن زيد بن أرقم عن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم قال اللهم انى أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر اللّهم ات نسى تقويها وزكيها أنت خير من زكيها أنت وليها وهو موليها - اللهم انى أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعاء لا يستجاب لها وقال الحسن معناه قد أفلح من زكى نفسه فاصلحها وحملها على طاعة اللّه يعنى ان الضمير المرفوع راجع إلى من معنى الإنسان والمنسوب إلى نفسه فعلى التأويل الأول بيان لحال المرادين وعلى الثاني لحال المريدين فان اللّه يجتبى إليه من يشاء ويهدى إليه من ينيب والجملة جواب للقسم قال الزجاج صار طول الكلام عوضا عن اللام وكانه لما أراد من الحث على تزكية النفس والمبالغة والمجاهدة فيه اقسم عليه مجاهدا لهم على وجود الصانع ووجوب ذاته وكمال صفاته فيستفاد منها أقصى درجات القوة النظرية ويذكرهم عظايم الآية لحملهم على الاستغراق فى شكر نعمائه الذي هو منتهى كمال القوة العملية فيترتب على العلم والعمل الجذب من اللّه سبحانه بفضله ومن قبلهم التقوى ويحصل التزكية وقيل هذه الجملة معترضة جيئت بعد قوله فالهمها فجورها وتقويها استرادا لبيان الفرق بين الفريقين وجواب القسم محذوف يدل عليه قوله تعالى كذبت ثمود حين كذبت بطغويها وهو انه
يدمدم اللّه تعالى على الكفار بمكة بتكذيبهم محمدا صلى اللّه عليه وآله وسلم كما دمدم على ثمود حين كذبت صالحا عليه السلام.
وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها


الصفحة التالية
Icon