ج ١٠، ص : ٢٧٤
سورة اللّيل
مكّيّة وهى احدى وعشرون اية

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى الشمس أو النهار كما فى قوله تعالى يغشى الليل النهار أو كل شىء يوارى بظلامه والكلام فى إذا يغشى كما مر فى والليل إذا يغشها من كونه متعلقا بفعل القسم أو بمضاف محذوف أى حصول الليل وكونه صفة له أو بمعنى الوقت فينسلخا عن الظرفية.
وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى أى ظهر يزوال ظلمة الليل أو بطلوع الشمس.
وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى أى القادر الذي خلق صنفى الذكر والأنثى من كل نوع له توالد أو آدم وحوا ويجوز ان يكون مصدرية وجواب القسم.
إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ط يعنى ان عملكم لمختلف منكم ساغ فكاك رقبة من النار وصعود درجات القرب ومدارج الجنة ومنكم ساع فى عطيها قال البغوي عن أبى مالك الأشعري قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها ثم فصل اللّه سبحانه فقال.
فَأَمَّا مَنْ أَعْطى ماله فى سبيل اللّه أو ادى كل ما وجب عليه وَاتَّقى عذاب ربه فاجتنب مجاريه وفى الحديث اتقوا النار ولو بشق ثمرة رواه الشيخان عن عدى بن حاتم واحمد عن عائشة والبزار والطبراني عن أنس فى الأوسط وعن ابن عباس وابى امامة فى الكبير والبراء عن النعمان بن بشير وابى هريرة.
وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى قال أبو عبد الرحمن السلمى والضحاك وصدق بلا اله الا اللّه وهى رواية عطية عن ابن عباس وقال مجاهد بالجنة قال اللّه تعالى للذين أحسنوا الحسنى يعنى الجنة وقيل أيقن ان اللّه سيخلفه وهو رواية عكرمة عن ابن عباس وقال قتادة ومقاتل والكلبي بموعود اللّه تعالى ان يفى به.
فَسَنُيَسِّرُهُ أى نسهله ونهيئه لِلْيُسْرى أى للخلقت اليسرى التي يودى إلى يسر وراحة وهى العمل وما يرضى اللّه ودخول الجنة من يسر الفرس لا هبته المركوب باليسر بالسرج واللجام.
وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ بالنفقة بالخير وبما امر به اللّه تعالى وفى الحديث البخيل


الصفحة التالية
Icon