ج ١٠، ص : ٢٨٣
فى سورة البقرة فى تفسير قوله تعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض الآية وروى البغوي بسنده من طريق ابن أبى شيبة عن ابن مسعود قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم انا أهل بيت اختار اللّه لنا الاخرة على الدنيا أو المعنى وللاخرة أى الحالة الاخرة خير لك من الاولى ونهاية أمرك خير من بداية يعنى لا تزال تتصاعد فى الرفعة والكمال قالت الصوفية من استوى يوماه فهو مغبون وأخرج الحاكم والبيهقي فى الدلائل والطبراني وغيرهم عن ابن عباس قال عرض على رسول اللّه ـ ﷺ ـ ما هو مفتوح على أمته فسرته فأنزل اللّه تعالى.
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى حذف المفعول الثاني ليعطيك ليدل على العموم والشمول أى يعطيك عطاء جزيلا من النصر والتمكين وكثرة المؤمنين وشيوع دينك فى الأرضين فى الدنيا ومن الشفاعة وكثرة الثواب وغير ذلك لا يخفى وما لا يعلمه الا اللّه تعالى فى الاخرة وأفضل العطيات روية اللّه سبحانه على حسب كمال النبي ـ ﷺ ـ وأعلى درجات القرب قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ اذن لا ارضى وواحد من أمتي فى النار وعن على ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال اشفع لامتى حتى ينادى ربى أرضيت يا محمد فاقول أى ربى رضيت وقال عطا عن ابن عباس المراد يعطيك ربك الشفاعة فى أمتك حتى ترضى وهو قول على والحسن عليهما السلام وعن عبد اللّه بن عمرو بن العاص ان النبي صلى اللّه عليه وسلم قال اللهم أمتي أمتي وبكى فقال اللّه يا جبرئيل اذهب إلى محمد فقل انا سنرضيك فى أمتك ولا تسؤك به رواه مسلم وروى حرب بن شريح سمعت أبا جعفر محمد بن على يقول انكم معشر أهل العراق تقولون أرجى اية فى القرآن يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللّه وانا أهل البيت نقول أرجى اية فى كتب اللّه ولسوف يعطيك ربك فترضى واللام قيل للابتداء دخل على الخبر بعد حذف المبتدا والتقدير ولانت سوف يعطيك لا للقسم فانها لا تدخل على المضارع الا مع النون المؤكدة وجمعها مع سوف للدلالة على ان اللام لام القسم لا لاما لابتداء وقد علم انها ليس للابتداء لدخولها على سوف ولام الابتداء لا تدخل على سوف ثم عد اللّه سبحانه ما أنعم عليه من أول حاله ليقيس ما يترقب من فضل اللّه على ما سلف منه فقال.
أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً ان كان من وجدت بمعنى علمت يتيما مفعول الثاني وان كان بمعنى المصادفة فمنصوب على الحال والاستفهام للانكار وانكار النفي اثبات والغرض منه التقرير أى اقرار المخاطب به