ج ١٠، ص : ٣٠١
وان يدركنى يومك ينصرك نصرا مؤزرا ثم لم يلبث ورقة ان توفى وفتر الوحى متفق عليه وقيل المدثر أول القرآن نزولا وقد ذكرنا هناك وقيل أول ما انزل سورة الفاتحة لما روى البيهقي فى الدلائل ان خديجة قالت لابى بكر يا عتيق اذهب به إلى ورقة فاخذه أبو بكر فقص عليه ما راى فقال عليه الصلاة والسلام إذا خلوت وحدي سمعت نداء يقول يا محمد يا محمد فانطلق هاربا فقال لا تفعل إذا قال فاثبت حتى تسمع ثم انتهى فأخبرنى فلما خلا فناداه يا محمد فثبت فقال قل
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ إلى آخرها ثم قال قل لا اله الا اللّه الحديث والصحيح هو الأول قال البغوي وهو الصواب الذي عليه جماهير الخلف والسلف وما قيل انه أول ما نزل فيها يايها المدثر فمحمول على انه أول ما نزل بعد فترة الوحى وأول سورة نزلت بكمالها الفاتحة أو يقال أوليتها اضافية أول اكثر القرآن بعد اقرأ والمدثر واختلفوا فى مدة الخلو بغار حراء وفى الصحيحين جاورت بحراء شهرا وهو شهر رمضان كما رواه ابن اسحق فى السيرة وأفاد الزرقانى انه لم يصح اكثر منه وروى مسوار بن مصعب أربعون يوما لكنه متروك الحديث قاله الحاكم وغيره ورجح بعض العلماء هذا قياما على ميقات موسى عليه السلام واستدلالا بقوله صلى اللّه عليه وسلم من أخلص للّه أربعين يوما ظهر ينابيع الحكمة من قلبه إلى لسانه رواه أبو نعيم فى الحلية عن أيوب لكن الحديث ضعيف وكذا القياس لأن ميعاد موسى كان ثلثين ليلة فاتمها اللّه أربعين بعارضة قال اللّه تعالى وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً واختلفوا فى كيفية تعبده فقيل مشرع نوح وابراهيم وعيسى وليس بشئ لكونه اميا والصحيح انه كان يتعبد بالانقطاع عن الخلق والنيل إلى الحق والتفكر قال القسطلاني ولم تكن الرجفة المذكورة فى الحديثخوفا من جبرئيل عليه السلام فانه صلى اللّه عليه وسلم أجل من ذلك واثبت جنانا بل خشية ان يشتغل بغير اللّه عنه تعالى قيل خاف من ثقل أعباء النبوة وروى أبو نعيم ان جبرئيل وميكائيل شقا صدره هنا وغسلاه ثم قالا اقرأ باسم ربك الآيات (مسئلة) وهذه القصة تدل على ان التسمية ليست جزء من كل سورة لكن روى ابن جرير عن ابن عباس قال أول ما نزل جبرئيل على محمد ـ ﷺ ـ قال يا محمد استعذ قال