ج ١٠، ص : ٣٢٣
اذن لها فى ذلك تشقى فى العصاة وجاز ان يكون بان ربك بدلا من اخبارها يقول أخبرته كذا وأخبرته هكذا وحينئذ يكون جوابا لقول الإنسان مالها يعنى تقول اوحى ربك إلى وحكم بالزلزلة وإخراج الأثقال.
يَوْمَئِذٍ ظرف لما بعده يَصْدُرُ أى يرجع النَّاسُ عن موقع الحساب بعد عرض أَشْتاتاً متفرقين فاخذ ذات اليمين إلى الجنة وأخذ ذات الشمال إلى النار قوله تعالى يومئذ يتفرقون لِيُرَوْا متعلق بيصدر أى لكن يروا أعمالهم قال ابن عباس أى ليروا جزاء أَعْمالَهُمْ ط يعنى يرجعون عن الموقف لينزلوا منازلهم من الجنة أو النار وجملة يومئذ يصدر مستأنفة وقول.
فَمَنْ يَعْمَلْ إلى اخر السورة تفصيل ليروا وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير انه لما نزلت ويطعمون الطعام على حبه كان المسلمون يرون انهم يوجرون على الشيء القليل إذا اعطوا وكان آخرون يرون انهم لا يلامون على الذنبا ليسير الكذبة والنظرة وأشباه ذلك وانما وعد اللّه على الكبائر فانزل اللّه تعالى فمن يعمل مِثْقالَ ذَرَّةٍ الآية أى وزن نملة صغيرة أو أصغر من نملة خَيْراً تميز المثقال ذرة يَرَهُ ط قرأ هشام بإسكان الهاء فى الموضعين والباقون بالإشباع فيهما أى يرى جزاءه قال مقاتل يرغبهم فى القليل من الخير ان يعطوه فانه يوشك ان يكبر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل اللّه الا الطيب فان اللّه يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربى أحدكم فلوة حتى تكون مثل الجبل متفق عليه وعن أبى ذر قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ لا تحقرن من المعروف شيئا ولو ان تلقى أخاك بوجه طليق رواه مسلم وهذا الآية حجة لاهل السنة على المعتزلة ان المؤمن وان كان مرتكبا للكبائر لا يخلد فى النار بل يصير عاقبته إلى الجنة فان اللّه وعد بايفاء الجزاء على مثقال ذرة من الخير والخلف عن وعد اللّه محال والايمان نفسه راس الخيرات وأساس العبادات كلها فكيف يتلاشى بارتكاب المعاصي ومحل روية الجزاء انما هو الجنة فالمؤمن وان كان فاسقا ومات من غير توبة يصير لا محالة إلى الجنة وعليه انعقد الإجماع وبه تواترت الروايات عن النبي ـ ﷺ ـ قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ يخرج من النار من قالها وفى قلبه وزن ذرة من خير ومن ايمان متفق عليه من حديث أنس وعند مسلم عن عثمان بلفظ من مات وهو يعلم ان لا اله الا اللّه دخل الجنة وعنده عن جابر بلفظ من مات


الصفحة التالية
Icon