ج ١٠، ص : ٣٣٤
على اللّه من الجعل الذي يد هده الخراء بانفه ان اللّه قد اذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء انما هو مؤمن تقى أو فاجر شقى الناس كلهم بنو آدم وآدم من تراب رواه الترمذي وأبو داود عن عقبة بن عامر قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ انسابكم هذه ليست بمسبة على أحد كلكم بنو آدم طف الصاع بالصاع لم تملوه ليس لاحد على أحد فضل الآبدين وتقوى كفى بالرجل ان يكون بذيا فاحشا بخيلا رواه أحمد والبيهقي وعن أبى هريرة قال قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ إذا كان يوم القيامة امر اللّه مناديا ينادى الا انى جعلت نسبا وجعلتم نسبا فجعلت أكرمكم أتقاكم فابيتم الا ان تقولوا فلان ابن فلان خير من فلان بن فلان فاليوم ارفع نسبى واضع نسبكم اين المتقون رواه الطبراني فى الأوسط.
كَلَّا ردع عن التكاثر سَوْفَ تَعْلَمُونَ حذف مفعوله لدلالة السياق أى سوف تعلمون سوأ عاقبة تفاخركم وتكاثركم حين تعذبون عليه.
ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ط تكرير لتأكيد الوعيد أو تنصيص بوعيد اخر وفى ثم دلالة على ان الثاني ابلغ من الأول قيل الأول عند الموت أو فى القبر والثاني بعد البعث أخرج ابن جرير عن على قال كنا نشك فى عذاب القبر حتى نزلت إلهكم التكاثر إلى كلا سوف تعلمون فى عذاب القبر.
كَلَّا تأكيد للردع بعد تأكيد لَوْ تَعْلَمُونَ ما بين ايديكم عِلْمَ الْيَقِينِ ط أى علما كعلم الأمر المتيقن الموجود عندكم وجواب لو محذوف لتفخيمه يعنى لشغلكم ذلك عن غيره أو لما تكاثرتم قال قتادة كنا نحدث ان علم اليقين ان يعلم ان اللّه باعث بعد الموت قلت يعنى علما بالغيب حاصلا بالاستدلال ولا يجوز ان يكون.
لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ جوابا للشرط لأنه محقق الوقوع بل هو جواب قسم محذوف أكد به الوعيد وأوعد ما انذرهم به بعد إبهامه تفخيما لشانه قلت وجاز ان يكون لو مجازا عن إذا تعلمون علم اليقين وذلك عند الموت لترون الجحيم ولا ينفعكم علمكم حينئذ لفوات وقت التدارك قرأ ابن عامر والكسائي لترون بضم التاء على البناء للمجهول من اريت الشيء والباقون بفتح التاء والمراد بالروية هاهنا المعرفة والعلم وجاز ان يكون الروية بالأبصار فى القبور فان الكافرين يعرضون على النار فى القبور غدوا وعشيا كما ذكرنا فى تفسير قوله تعالى وما هم عنها بغائبين.
ثُمَّ لَتَرَوُنَّها بفتح التاء بلا خلاف يعنى ثم لترون الجحيم بعد النشور عَيْنَ الْيَقِينِ


الصفحة التالية
Icon