ج ١٠، ص : ٣٣٥
منصوب على المصدرية عن غير لفظ الفعل فان راى وعاين بمعنى واحد وبه اندفع احتمال ان يكون الروية هاهنا بمعنى العلم والمعنى لترون رويته موجبة لليقين ومن هاهنا سمى عين اليقين علما حاصلا بالروية والمشاهدة ولا شك ان الروية أقوى من اسباب العلم قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ ليس الخبر كالمعائنة أخرجه الخطيب عن أبى هريرة والطبراني عن أنس بسند حسن وروى أحمد والطبراني بسند صحيح والحاكم عن ابن عباس هذا ومع زيادة ان اللّه تعالى أخبر موسى بما صنع قومه فى العجل فلم يلق الألواح فلما عاين ما صنعوا القى الألواح فانكسرت وقيل عين اليقين صفة لمصدر محذوف أى روية هى نفس اليقين مبالغة.
ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ يعنى لم تركتم شكر النعم وكفرتم بها قال البغوي فيسألون يوم القيامة عن شكر ما كانوا فيه قال مقاتل كان كفار مكة فى الدنيا فى الخير والنعمة ولم يشكروا رب النعم حيث عبدوا غيره ثم يعذبون على ترك الشكر هذا قول الحسن وعن ابن مسعود رفعه انتهى والخطاب فى الآية مخصوص بالكفار الذين ألهاكم التكاثر وجاز ان يكون قوله تعالى لترون الجحيم إلى اخر السورة خطابا عاما للناس أجمعين كقوله تعالى ان منكم الا واردها الآية وقد مر فى الحديث ان المؤمن يرى فى القبر اولا مقعدا من النار الذي أبدل منها مقعدا فى الجنة ليزداد شكرا (فائده) السؤال عن النعيم وان كان بدلالة سياق الآية واحد تأويلها مختصا باهل التكاثر لكن ثبت بما تواتر من الأحاديث ان السؤال عام يسأل الكفار والمؤمنون أخرج ابن أبى حاتم عن ابن مسعود عن النبي ـ ﷺ ـ فى هذه الآية قال الا من والصحة وكذا عن ابن عباس فى الآية قال صحة الأبدان والاسماع والابصار يسال اللّه العباد فيما استعملوها وأخرج الفريابي وأبو نعيم عن مجاهد فى هذه الآية قال كل شىء من لذة الدنيا وعبد الرزاق عن قتادة فى هذه الآية انه قال ان اللّه سائل كل نعمة فيما أنعم عليه وأخرج أحمد فى الزهد عن أبى قلابة عن النبي ـ ﷺ ـ فى هذه الآية قال ناس من أمتي يعقدون الثمن والعسل بالنفي فياكلونه وأخرج الترمذي عن أبى هريرة قال لما نزلت هذه الآية قال الناس يا رسول اللّه عن أى النعيم نسال وانما هى الأسود ان والعدو حاضر وسيوفنا على عواتقنا قال اما ان ذلك سيكون وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة قال لما نزلت هذه الآية قالوا يا رسول اللّه واى نعيم نحن فيه وانما نأكل فى انصاف بطوننا خيز الشعير فاوحى إليهم أليس تتخذون النعال