ج ١٠، ص : ٣٦٥
ابن أبى شيبة عن مكحول لما دخل رسول اللّه ـ ﷺ ـ مكة تلقته الجن يرمونه بالشرر فقال جبرئيل عليه السلام تعوذ يا محمد بهؤلاء الكلمات أعوذ بكلمات اللّه التامة التي لا يجاوزهن برو لا فاجر من شر ما نزلا من السماء وما يعرج فيها ومن شر ما بث فى الأرض وما يخرج منها ومن شر الليل والنهار ومن شر كل طارق يطرق الا طارق يطرق بخير يا رحمن وروى البيهقي عن ابن أبى بزى قال لما فتح مكة جاءت عجوز حبشية شمطاء تخمش وجها وتدعو بالويل فقيل يا رسول اللّه راينا عجوزا شمطاء حبشية تخمش وجهها وتدعو بالويل فقال تلك قائلة أيست ان تعبد ببلدكم هذا ابدا ونزلت يوم الفتح ان اللّه يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها الآية فدعا رسول اللّه ـ ﷺ ـ عثمن بن طلحة فدفع إليه المفتاح وقال خذها خالدة تالدة لا ينزعها منكم الا ظالم ان اللّه استامنكم على بيته فكلوا مما يصل إليكم من هذا البيت بالمعروف وروى انه جاء جبرئيل فقال ما دام هذا البيت أوليته من لبناته قائمة فان المفتاح والسدانة فى ال عثمن فكان المفتاح معه فلما مات دفعه إلى أخيه شيبة فالمفتاح والسدانة فى أولادهم إلى يوم القيامة واقام رسول اللّه ـ ﷺ ـ بمكة تسع عشرة ليلة يقصر الصلاة رواه البخاري وفى رواية أبى داود سبع عشرة وعند الترمذي والبخاري ثمان عشر وجه الجمع انه تسع عشر مع يوم الدخول والخروج وسبع عشر باسقاطهما وثمان عشر من حيث الساعات وما روى خمس عشرة فضعفها النووي فى الخلاصة ولما فتح اللّه مكة قالت العرب بعضهم لبعض إذا ظفر محمد يا اهل
الحرم وقد كان اللّه اجارهم من اصحاب الفيل فليس لكم به يدان فكانوا يدخلون فى دين اللّه أفواجا بعد ان كانوا يدخلون واحدا وواحدا واثنين اثنين وهو قوله تعالى.
وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ جملة يدخلون حال من مفعول رايت ان كان بمعنى روية البصر والا فمفعوله الثاني أَفْواجاً حال من فاعل يدخلون قال مقاتل وعكرمة أراد بالناس أهل اليمن عن أبى هريرة عن النبي ـ ﷺ ـ قال أمتكم أهل اليمن هم ارق افئدة وألين قلوبا للايمان والحكمة يمانية والفخر والخيلاء فى اصحاب الإبل والسكينة والوقار فى أهل الغنم متفق عليه وجواب إذا جاء قوله تعالى.
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ أى متلبسا بحمد ربك يعنى قل سبحان اللّه وبحمده متعجبا حامدا لما تيسر اللّه لك ما لم يخطر ببال أحد ان يفتح عنوة وقد منعها اللّه من اصحاب الفيل عن أنس قال لما دخل رسول اللّه ـ ﷺ ـ مكة استشرفه الناس فوضع راسه صلى اللّه عليه وسلم على رحله متخشعا رواه الحاكم بسند جيد وعن أبى هريرة نحوه بلفظ ليمس وسط رحله ويقرب منها


الصفحة التالية
Icon