ج ١٠، ص : ٣٦٦
تواضعا حتى راى من فتح اللّه وكثرة المسلمين ثم قال اللّهم ان العيش عيش الاخرة رواه أبو يعلى وَاسْتَغْفِرْهُ تواضعا وهضما لنفسك واستغفارا لعملك واستدراكا لما فات منك الأفضل باختيار الفاضل شفقة على الامة أو المعنى استغفر لامتك قال رسول اللّه ـ ﷺ ـ انى لاستغفر اللّه فى اليوم والليلة سبعين مرة وفى رواية اكثر من سبعين مرة وفى رواية مائة مرة رواه البخاري والنسائي وابن ماجة والطبراني وأبو يعلى من حديث أبى هريرة وانس وشداد بن أوس وتقديم التسبيح ثم الحمد على الاستغفار على طريقه النزول من الخالق إلى الخلق وهذا من سنة الدعاء ولا بد لغير النبي ـ ﷺ ـ تقديم الصلاة على النبي ـ ﷺ ـ أيضا على استغفار إِنَّهُ لم يزل كانَ تَوَّاباً للمستغفرين منذ خلق المكلفين روى الثعلبي ان رسول اللّه ـ ﷺ ـ لما قرئها بكى عباس فقال عليه السلام ما يبكيك فقال نعيت نفسك إليك فقال انه لكما تقول قال البيضاوي وجه الاستدلال بالسورة على نعى رسول اللّه ـ ﷺ ـ دلالتها على تمام الدعوة وكمال امر الدين كقوله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم الآية أو لأن الأمر بالاستغفار تنبيه له على دنو الاجل وروى البخاري عن ابن عباس قال كان عمر يدخلنى مع أشياخ بدر فقال بعضهم لم يدخل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله فقال انه ممن قد علمتم قال فدعاهم ذات يوم ودعانى معهم قال وما رايته دعانى يومئذ الا ليريهم منى فقال ما تقول إذا جاء نصر اللّه والفتح حتى ختم السورة فقال بعضهم أمرنا ان نحمد اللّه ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا وقال بعضهم لا ندرى ولم يقل بعضهم شيئا قال لى ابن عباس كذلك تقول قلت لا قال فما تقول قلت هو أجل رسول اللّه ـ ﷺ ـ اعلمه اللّه إذا جاء نصر اللّه والفتح فتح مكة فذاك علامة أجلك فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا قال عمر ما اعلم الا ما تعلم أخرج أحمد عن ابن عباس قال لما نزلت إذا جاء نصر اللّه والفتح قال رسول
اللّه ـ ﷺ ـ نعت إلى نفسى أخرج الترمذي من حديث أنس إذا جاء نصر اللّه والفتح ربع القرآن وروى البخاري عن عائشة قالت كان رسول اللّه ـ ﷺ ـ يكثر فى ركوعه وسجوده سبحانك اللّهم وبحمدك اللّهم اغفر يتاول وروى مسلم عنها قالت كان يكثر من قول سبحان اللّه وبحمده استغفر اللّه وأتوب إليه قال أخبرني ربى إلى سارى علامة فى أمتي فإذا رايتها اكثر من قول سبحان اللّه وبحمده استغفر اللّه وأتوب إليه رايتها إذا جاء نصر اللّه والفتح فتح مكة ورايت الناس يدخلون فى دين اللّه أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا قال الحسن اعلمه قد اقترب اجله فامر بالتسبيح والتوبة ليختم له بالزيادة فى العمل الصالح قال قتادة ومقاتل عاش النبي صلى اللّه عليه وسلم بعد نزول هذه السورة سنتين - واللّه اعلم.


الصفحة التالية
Icon