ج ١، ص : ٥٣
للتعظيم - أو المراد بآدم هو واللّه كما يقال ربيعة ومضر - كذا قال البيضاوي في تفسير قوله تعالى عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِمْ فى سورة يونس - ولعل اللّه سبحانه عرض عليهم آدم ونسمات الأنبياء من ذريته حين أخرجهم من ظهره وأخذ منهم الميثاق واشهدهم على أنفسهم وأخذ من النبيين من محمد صلى اللّه عليه وسلم ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى بن مريم عليهم الصلاة والسلام أخذ منهم ميثاقا غليظا وهذا انسب من إرجاع الضمير إلى المسميات - لأن المسميات غير مذكورة فيما قبل - والضمير للمذكرين العقلاء فلابد فيه من تكلفات - وقرا أبى بن كعب عرضها - وقرا ابن مسعود عرضهنّ - وعلى تينك القراءتين الضمير راجع إلى الأسماء - فَقالَ تبكيتا لهم وتنبيها على عدم صلاحيتهم للخلافة أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ المشار إليه هى المسميات على تقرير المفسرين وعلى ما قلت المشار إليه آدم واللّه والاضافة لادنى ملابسة أى الأسماء التي علمت هؤلاء - حديث كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد - رواه الطبراني عن ابن عباس وأبو نعيم في الحلية وابن سعد عن أبى الجدعاء يدل على ان اللّه سبحانه علمه ما علمه واصطفاه نبيّا بالتجليات الذاتية المختصة بالأنبياء أصالة حين كان آدم بين الروح والجسد يعنى حين تركب روح آدم بجسده فان التجليات الذاتية البحتية كانت مشروطة بالجسد الترابي فإذا صار لادم جسد واستقر نسمات ذريته في ظهره صاروا أهلا لها - إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٣١) انى لا اخلق خلقا الا وكنتم أكرم علىّ منه وأفضل واعلم - قرأ قنبل وورش بجعل الهمزة الثانية من هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ياء ساكنة - وقالون والبزي يجعلان الاولى ياء مكسورة وأبو عمرو يسقطها والباقون « ١ » يحققون الهمزتين وكذا في كل همزتين مكسورتين اجتمعتا من كلمتين - وفي رواية عن ورش انه يجعل الثانية ياء مكسورة هاهنا وفي النور عَلَى الْبِغاءِ إِنْ
أَرَدْنَ تَحَصُّناً واما في غيرهما فكقنبل - واما إذا اجتمعتا مفتوحتين من كلمتين نحو جاءَ أَجَلُهُمْ فورش وقنبل يجعلان الثانية مدة كما في المكسورة - وقالون والبزي وأبو عمرو يسقطون الاولى والباقون يحققون الهمزتين واما إذا اجتمعتا مضمومتين من كلمتين وذلك في موضع واحد في الأحقاف أَوْلِياءُ أُولئِكَ فحكمه حكم المكسورة ورش وقنبل يجعلان الثانية واوا ساكنة وقالون والبزي يجعلان الاولى واوا مضمومة وأبو عمرو يسقطها والباقون يحققونهما.
قالُوا إقرارا بالعجز واعترافا لفضل البشر واستحقاقهم الخلافة واظهار الشكر نعمة ما كشف لهم الحكمة في خلقه سُبْحانَكَ أى نسبحك سبحانا عن خلو افعالك عن الحكم والمصالح لا عِلْمَ لَنا
_________
(١) وقرأ أبو جعفر ورويس بتحقيق الاولى وتسهيل الثانية - أبو محمد


الصفحة التالية
Icon