ج ٢قسم ٢، ص : ٦٩
فى جواز الاستيجار على القرب كالحج والاذان وتعليم القرآن ونحو ذلك فمن جوّز الاستيجار عليها جوّز جعلها مهرا فى النكاح لانها من المنافع التي ألحقت بالأموال شرعا ومن لم يجوّز الاستيجار لم يجوّز جعلها مهرا وللشافعى فى اثبات جواز جعل القرآن مهرا طريقان أحدهما الاحتجاج على جواز الاستيجار على القرب مطلقا وثانيهما الاحتجاج على خصوصية هذه المسألة اعنى جعل تعليم القرآن مهرا وله فى الطريق الأول حديثان أحدهما عن أبى سعيد ان ناسا من اصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم أتوا على حى من احياء العرب فلم يقروهم فبيناهم كذلك إذ لدغ سيّد أولئك فقال معكم من دواء أوراق فقال انكم لم تقروا ولن نفعل حتى تجعلوا لنا جعلا فجعلو لهم « ١ » قطيعا من الشاء فجعل يقرا بام القرآن ويجمع بزاقه ويتفل فبرا فاتوا بالشاء وقالوا لا نأخذ حتى نسئل رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فسالوه فضحك وقال وما يدريك انها رقية خذوها واضربوا لى بسهم ثانيهما عن ابن عباس ان نفرا من اصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مرّوا بماء فيه لديغ أو سليم « ٢ » فعرض لهم رجل من أهل الماء فقال هل فيكم راق ان فى الماء رجلا لديغا أو سليما فانطبق رجل فجاء فقرا بفاتحة الكتاب فبرأ فجاء بالشاء إلى أصحابه فكرهوا ذلك وقالوا أخذت على كتاب اللّه اجرا حتى قدموا المدينة فقالوا يا رسول اللّه أخذ على كتاب اللّه اجرا فقال عليه السّلام ان احقّ ما أخذتم عليه اجرا كتاب اللّه وفى رواية أصبتم واضربوا لى معكم سهما الحديثان فى الصحيحين وروى أحمد وأبو داود نحو ذلك عن خارجة بن الصلت عن عمه وأجيب عن هذين الحديثين بان القوم كانوا كفارا جاز أخذ أموالهم وبان الرقية ليست قربة محضة جاز أخذ الاجرة عليها وللشافعى فى الطريق الثاني حديث سهل بن سعد ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جاءته امراة فقالت يا رسول اللّه انى وهبت نفسى لك فقامت طويلا فقام رجل فقال يا رسول
اللّه زوّجنيها ان لم يكن لك فيها حاجة فقال هل عندك من شىء تصدقها قال ما عندى الا إزاري هذا قال التمس ولو خاتما من حديد فالتمس فلم يجد شيئا فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هل معك من القرآن شىء قال نعم سورة كذا وسورة كذا فقال قد زوّجتكها بما معك من القرآن وفى رواية فانطلق فقد زوّجتكها فعلمها من القرآن متفق عليه وأجيب عن هذا الحديث بانه كما انه كان من خصائص النبي صلى اللّه عليه وسلم ان ينكح امراة بلا مهران وهبت نفسها له كذلك كان له ان
_________
(١) فى الأصل فجعلوهم
(٢) السليم اللديغ سمى به تفولا منه رح


الصفحة التالية
Icon