ج ١، ص : ٩٨
وابن جرير عنه موقوفا نحوه - إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٩٤) فيما ادعيتم والجزاء محذوف دل عليه ما قبله - (فصل) هل يجوز التمني بالموت والدعاء به - والجواب انه ان كان لضرّ نزل به في مال أو جسم أو أهل أو ولد فلا يجوز لحديث أنس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لا يتمنّينّ أحدكم الموت لضرّ نزل به فان كان ولا بد متمنيا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحيوة خيرا لى وتوفنى إذا كانت الوفاة خيرا لى - متفق عليه وفي رواية لهما إذا مات أحدكم انقطع عمله وانه لا يزيد عمره إلا خيرا - وعن أبى هريرة مرفوعا لا يتمنين أحدكم الموت امّا محسنا فلعل ان يزداد وامّا مسيئا فلعل ان يستعتب رواه البخاري وعنه لا يتمنى أحدكم الموت ولا يدع به من قبل ان يأتيه انه إذا مات انقطع عمله وانه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا رواه مسلم وروى النهى عن تمنى الموت أحمد والبزار والبيهقي عن جابر والمروزي عن القاسم مولى معاوية وعن ابن عباس - واحمد وأبو يعلى والحاكم والطبراني عن أم الفضل واحمد عن أبى هريرة كلهم عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - ولا بد ان يعلم ان المنهي عنه انما هو التمني للموت باللسان والسؤال به دون التمني بالقلب والرغبة إليه فان الكف عنه غير مقدور فلا تكليف عليه - واما ان كان التمني لخوف الفتنة في الدين فلا بأس به - أخرج مالك والبزار عن ثوبان في دعائه صلى اللّه عليه وسلم وإذا أردت بالناس فتنة فاقبضنى إليك غير مفتون - وأخرج مالك عن عمر رضى اللّه عنه انه قال اللهم قد ضعفت قوتى وكبر سنى وانتشر رعيتى فاقبضنى إليك غير مضيع ولا مقصد - فما جاوز ذلك الشهر حتى قبض - وأخرج الطبراني عن عمرو بن عنبسة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لا يتمنى أحدكم الموت الا ان لا يثق بعمله فان رايت في الإسلام ست خصال فتمنوا الموت وان كانت نفسك في يدك فارسلها اضاعة الدم وامارة الصبيان وكثرة الشرط وامارة
السفهاء وبيع الحكم ونشوء يتخذ القرآن مزامير - وأخرج ابن عبد البر في التمهيد انه تمنى الموت فلما قيل له لم تتمنى وقد نهى عنه فقال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول بادروا بالموت ستا امرة السفهاء وكثرة الشرط وبيع الحكم واستخفافا بالدم وقطيعة الرحم ونشوء يتخذون القرآن مزامير - وأخرج الحاكم عن ابن عمر وابن سعد عن أبى هريرة نحوه - وقد تمنى بالموت لخوف الفتنة بعض السلف - رواه ابن سعد عن خالد بن معدان - وابن عساكر وأبو نعيم عنه وعن مكحول


الصفحة التالية
Icon