ج ١، ص : ٩٩
وابن أبى الدنيا عن أبى الدرداء - وابن أبى شيبة وابن أبى الدنيا
عن أبى جحيفة - وابن أبى الدنيا والخطيب وابن عساكر عن أبى بكرة - وابن أبى شيبة والبيهقي عن أبى هريرة - والطبراني وابن عساكر عن العرباض بن السارية - واما ان كان التمني شوقا إلى لقاء اللّه تعالى فذلك محمود - أخرج ابن عساكر عن ذى النون المصري قال الشوق أعلى المقامات وأعلى الدرجات إذا بلغها العبد استبطأ الموت شوقا إلى ربه وحبا إلى لقائه والنظر إليه شعر أروم وقد طال المدى منك نظرة - وكم من دماء دون مرماى ظلت قلت وهو المقصود بالخطاب إلى اليهود حيث قال إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ شوقا إلى لقاء ربكم ان كنتم صدقين وروى ابن سعد والشيخان عن عائشة قالت كنت اسمع انه لا يموت نبى حتى يخير بين الدنيا والاخرة قالت أصابت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شديدة فى مرضه فسمعته يقول مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً فظننت انه خير وروى النسائي عنها قالت أغمي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو في حجرى فجعلت امسحه وادعوا له بالشفاء بهذه الكلمات اذهب البأس رب الناس فافاق فانتزع يده من يدى فقال بل اسئل اللّه الرفيق الأعلى - وأخرج الطبراني ان ملك الموت جاء إلى ابراهيم ليقبض روحه فقال ابراهيم يا ملك الموت هل رايت خليلا يقبض روح خليله - فعرج ملك الموت إلى ربه فقال قل له هل رايت خليلا يكره لقاء خليله فرجع فقال اقبض روحى الساعة - وقال يوسف تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ - وعن على رضى اللّه عنه انه قال لا أبالي أسقط على الموت أو أسقط الموت على - أخرجه ابن عساكر في تاريخه وعن عمار رضى اللّه عنه انه قال بصفين الان الاقى الاحبة محمدا صلى اللّه عليه وسلم وحزبه - أخرجه الطبراني في الكبير وابو
نعيم في الدلائل وقال حذيفة حين احتضر جاء حبيب على فاقة لا أفلح من ندم - أخرجه ابن سعد عن الحسن - فان قيل روى أحمد عن أبى امامة قال جلسنا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فذكّرنا ورققنا فبكى سعد بن أبى وقاص فاكثر البكاء فقال يا ليتنى مت فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم يا سعد أعندي تتمنى الموت فردد ذلك ثلث مرات ثم قال يا سعد ان كنت خلقت للجنة فما طال عمرك وحسن عملك فهو خير لك - وهذا الحديث يدل على ان تمنى الموت لا يجوز وان لم يكن لاجل ضرّ نزل به في ماله أو جسمه أو نحو ذلك فان سعدا لم يتمن الا لخوف عذاب اللّه - قلت نعم لكن الموت لا يغنى من عذاب اللّه


الصفحة التالية
Icon