يخبر تعالى عن مآل السعداء والأشقياء :﴿ لِلَّذِينَ استجابوا لِرَبِّهِمُ ﴾ أي أطاعوا الله ورسوله وانقادوا لأوامره وصدّقوا أخباره الماضية والآتية، فلهم ﴿ الحسنى ﴾ وهو الجزاء الحسن كقوله تعالى :﴿ وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَآءً الحسنى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً ﴾ [ الكهف : ٨٨ ]، وقال تعالى :﴿ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الحسنى وَزِيَادَةٌ ﴾ [ يونس : ٢٦ ]، وقوله :﴿ والذين لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ ﴾ أي لم يطيعوا الله، ﴿ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي الأرض جَمِيعاً ﴾ أي في الدارا الآخرة، لو أنه يمكنهم أن يفتدوا من عذاب الله بملء الأرض ذهباً ومثله معه لافتدوا به، ولكن لا يتقبل منهم، لأنه تعالى لا يقبل منهم يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً ﴿ أولئك لَهُمْ سواء الحساب ﴾ أي في الدار الآخرة، أي يناقشون على النقير والقطمير، والجليل والحقير، ومن نوقش الحساب عذب، ولهذا قال :﴿ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المهاد ﴾.