« إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ولا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر » وثبت في « الصحيح » أن صلة الرحم يزيد في العمر، وفي حديث آخر :« إن الدعاء والقضاء ليعتلجان بين السماء والأرض » وقال الكلبي : يمحو في الرزق ويزيد فيه، ويمحو من الأجل ويزيد فيه، وقال العوفي عن ابن عباس : هو الرجل يعمل الزمان بطاعة الله، ثم يعود لمعصية الله فيموت على ضلالة، فهو الذي يمحو، والذي يثبت الرجل يعمل بمعصية الله وقد كان سبق له خير حتى يموت وهو في طاعة الله وهو الذي يثبت. وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس :﴿ يَمْحُواْ الله مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ ﴾ يقول : يبدل ما يشاء فينسخه، ويثبت ما يشاء فلا يبدله ﴿ وَعِندَهُ أُمُّ الكتاب ﴾، وجملة ذلك عنده في أم الكتاب الناسخ وما يبدل وما يثبت كل ذلك في الكتاب، وقال مجاهد : قالت كفار قريش لما نزلت ﴿ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ الله ﴾ : ما نرى محمداً يملك شيئاً وقد فرغ من الأمر، فأنزلت هذه الآية تخويفاً ووعيداً لهم : إنا إن شئنا أحدثنا له من أمرنا ما شئنا، وتحدث في كل رمضان، فيمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء من أرزاق الناس ومصائبهم وما يعطيهم وما يقسم لهم. وقال الحسن البصري ﴿ يَمْحُواْ الله مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ ﴾ قال : من جاء أجله يذهب ويثبت الذي هو حي يجري إلى أجله، وقد اختار هذا القول أبو جعفر بن جرير رحمه الله، وقوله :﴿ وَعِندَهُ أُمُّ الكتاب ﴾ قال : الحلال والحرام، وقال قتادة : أي جملة الكتاب وأصله، وقال ابن جريج عن ابن عباس :﴿ وَعِندَهُ أُمُّ الكتاب ﴾ قال : الذكر.