قال البيهقي، عن قتادة عن أبي العالية، قال : حدثنا ابن عم نبيكم ﷺ ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله ﷺ :« رأيت ليلة أسرى بي موسى بن عمران رجلاً طوالاً جعداً كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى ابن مريم عليه السلام مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس ». وأري مالكاً خازن جهنم، والدجال في في آيات أراهن الله إياه، قال :﴿ فَلاَ تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآئِهِ ﴾ [ السجدة : ٢٣ ]، فكان قتادة يفسرها أن نبي الله ﷺ قد لقي موسى عليه السلام، ﴿ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ [ الإسراء : ٢ ] قال : جعل موسى هدى لبني إسرائيل عن ابن عباس قال، قال رسول الله ﷺ :« لما كان ليلة أسري بي فأصبحت بمكة، عرفت أن الناس مكذبي، فقعد معتزلاً حزيناً، فمرّ به عدّو الله أبو جهل، فجاء حتى جلس إليه فقال له كالمستهزئ : هل كان من شيء؟ فقال له رسول الله ﷺ :» نعم «، قال : وما هو؟ قال :» إني أسري بي الليلة «، قال : إلى أين؟ قال :» إلى بيت المقدس «. قال : ثم أصبحت بين ظهرانينا؟! قال :» نعم «، قال : فلم ير أن يكذبه مخافة أن يجحد الحديث إن دعا قومه إليه، قال : أرأيتا إن دعوت قومك أتحدثهم بما حدثني؟ فقال رسول الله ﷺ :» نعم «، فقال : يا معشر بني كعب بن لؤي، قال : فانفضت إليه المجالس وجاءوا حتى جلسوا إليهما، قال : حدّث قومك بما حدثتني. فقال رسول الله ﷺ :» إني أسري بي الليلة «، فقالوا : إلى أين؟ قال :» إلى بيت المقدس «، قالوا : ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال :» نعم «. قال، فمن بين مصفق ومن بين واضع يده على رأسه متعجباً للكذب، قالوا : وتستطيع أن تنعت لنا المسجد؟ وفيهم من قد سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد، فقال رسول الله ﷺ :» فما زلت أنعت حتى التبس علي بعض النعت، قال : فجيء بالمسجد وأنا أنظر إليه حتى وضع دون دار عقيل، فنعته وأنا أنظر إليه، قال : وكان مع هذا نعت لم أحفظه، قال، فقال القوم : أما النعت فوالله لقد أصاب فيه «.


الصفحة التالية
Icon