وقد روي البخاري ومسلم في « الصحيحين »، عن أبي هريرة قال، قال رسول الله ﷺ :« حين أسري بي لقيت موسى عليه السلام -فنعته فإذا رجل حسبته قال : مضطرب. رجلُ الرأس، كأنه من رجال شنوءة، قال : ولقيت عيسى - فنعته النبي ﷺ قال : ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس - يعني حمام، قال : ولقيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به، قال : وأتيت بإناءين في أحدهما لبن وفي الآخر خمر، قيل لي : خذ أيهما شئت، فأخذت اللبن فشربت، فقيل لي : هديت الفطرة، - أو أصبت الفطرة - أما أنك لو أخذت الخمر غوت أمتك »، وفي « صحيح مسلم »، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله ﷺ :« لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني مسراي، فسألوني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها فكربت كرباً ما كربت مثله قط، فرفعه الله إلي أنظر إليه، ما سألوني عن شيء إلاّ أنبأتهم به، وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، وإذا موسى قائم يصلي وإذا هو رجل جعد كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى ابن مريم قائم يصلي أقرب الناس شبهاً به عروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم قائم يصلي أقرب الناس شبهاً به صاحبكم - يعني نفسه - فحانت الصلاة فأممتهم، فلما فرغت قال قائل : يا محمد هذا مالك خازن جهنم، فالتفت إليه فبدأني بالسلام ».
« رأيت ليلة أسري بي لما انتهيت إلى السماء السابعة، فنظرت فوق، فإذا رعد وبرق وصواعق، قال : وأتيت على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج بطونهم، فقلت : من هؤلاء يا جبريل؟ قال : هؤلاء آكلوا الربا، فلما نزلت إلى السماء الدنيا نظرت أسفل مني فذا أنا برهج ودخان وأصوات، فقلت : من هؤلاء يا جبريل؟ قال : هذه الشياطين يحومون على أعين بني آدم لا يتفكرون في ملكوت السماوات والأرض، ولولا ذلك لرأوا العجائب »