( الحديث الثالث ) : عن ثوبان أن النبي ﷺ عظَّم شأن المسألة قال :« إذا كان يوم القيامة جاء أهل الجاهلية يحملون أوزارهم على ظهورهم فيسألهم ربهم فيقولون : ربنا لم ترسل إلينا رسولاً، ولم يأتنا لك أمر، ولو أرسلت إلينا رسولاً لكنا أطوع عبادك، فيقول لهم ربهم : أرأيتم إن أمرتكم بأمر تطيعوني؟ فيقولون : نعم، فيأمرهم أن يعمدوا إلى جهنم فيدخلوها، فينطلقون حتى إذا دنوا منها وجدوا لها تغيظاً وزفيراً، فرجعوا إلى ربهم، فيقولون : ربنا أخرجنا أو أجرنا منها، فيقول لهم : ألم تزعموا أني إن أمرتكم بأمر تطيعوني؟ فيأخذ على ذلك مواثيقهم، فيقول : اعمدوا إليها فادخلوها، فينطلقون، حتى إذا رأوها فرقوا منها ورجعوا، وقالوا : ربنا فرقنا منها ولا نستطيع أن ندخلها، فيقول : ادخلوها داخرين »، فقال نبي الله ﷺ :« لو دخلوها أول مرة كانت عليهم برداً وسلاماً » ( الحديث الرابع ) : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال :« كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء »، وفي رواية قالوا :« يا رسول الله أفرأيت من يموت صغيراً، قال :» الله أعلم بما كانوا عاملين «، وروى الإمام أحمد، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال :» ذراري المسلمين في الجنة يكفلهم إبراهيم عليه السلام « وفي » صحيح مسلم « عن عياض بن حمار عن رسول الله ﷺ عن الله عزَّ وجلَّ أنه قال :» إني خلقت عبادي حنفاء « ( الحديث الخامس ) : عن سمرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال :» كل مولود يولد على الفطرة «، فناداه الناس : يا رسول الله وأولاد المشركين. قال :» وأولاد المشركين « وقال الطبراني عن أبي رجاء عن سمرة قال :» سألنا رسول الله ﷺ عن أطفال المشركين فقال :« هم خدم أهل الجنة » ( الحديث السادس ) : عن خنساء بنت معاوية، من بني صريم قالت : حدّثني عمي قال، قلت :« يا رسول الله من في الجنة؟ قال :» النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والوئيد في الجنة « فمن العلماء من ذهب إلى الوقوف فيهم لهذا الحديث، ومنهم من جزم لهم بالجنة لحديث سمرة بن جندب في » صحيح البخاري « » أنه ﷺ قال في جملة ذلك المنام حين مرّ على ذلك الشيخ تحت الشجرة وحوله ولدان، فقال له جبريل : هذا إبراهيم عليه السلام وهؤلاء أولاد المسلمين وأولاد المشركين، قالوا : يا رسول الله وأولاد المشركين؟ قال : نعم، وأولاد المشركين «


الصفحة التالية
Icon