وروى الإمام أحمد : عن أبي سعيد الخدري قال، قال رسول الله ﷺ :« لو ضرب الجبل بمقمع من حديد لتفتت ثم عاد كما كان، ولو أن دلواً من غسَّاق يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا »، وقال ابن عباس في قوله :﴿ وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ﴾ قال : يضربون بها فيقع كل عضوو على حياله فيدعون بالثبور، وقوله :﴿ كُلَّمَآ أرادوا أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا ﴾، قال سلمان : النار سوداء مظلمة لا يضيء لهبها ولا جمرها، ثم قرأ :﴿ كُلَّمَآ أرادوا أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا ﴾ وقال زيد بن أسلم في هذه الآية : بلغني أن أهل النار لا يتنفسون، وقال الفضيل بن عياض : والله ما طمعوا في الخروج، إن الأرجل لمقيدة وإن الأيدي لموثقة، ولكن يرفعهم لهبها وتردهم مقامعها، وقوله :﴿ وَذُوقُواْ عَذَابَ الحريق ﴾، كقوله :﴿ وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُواْ عَذَابَ النار الذي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾ [ السجدة : ٢٠ ]، ومعنى الكلام أنهم يهانون بالعذاب قولاً وفعلاً.


الصفحة التالية
Icon