[ القصص : ٥ ] الآيتين.
وقوله تعالى :﴿ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الذي ارتضى ﴾ الآية، كما « قال رسول الله ﷺ لعدي بن حاتم حين وقد عليه :» أتعرف الحيرة؟ « قال : لم أعرفها، ولكن قد سمعت بها، قال : فوالذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمر حتى تخرج الظعينة من الحيرة، حتى تطوف بالبيت من غير جوار أحد، ولتفتحن كنوز كسرى بن هرمز » قلت : كسرى بن هرمز؟ قال :« نعم كسرى بن هرمز، وليبذلنّ المال حتى لا يقبله أحد » قال عدي بن حاتم : فهذه الظعينة تخرج من الحيرة فتطوف بالبيت في غير جوار أحد، ولقد كنت فيمن فتح كنوز كسرى بن هرمز، والذي نفسي بيده لتكونن الثالثة لأن رسول الله ﷺ قد قالها، وقال الإمام أحمد عن أبي بن كعب قال، قال رسول الله ﷺ :« بشِّرْ هذه الأمة بالسنا والرفعة والدين والنصر والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدين لم يكن له في الآخرة نصيب »، وقوله تعالى :﴿ يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ﴾، وفي الحديث :« يا معاذ بن جبل » قلت : لبيك يا رسول الله وسعديك، قال : هل تدري ما حق الله على العباد؟ « قلت : الله ورسوله أعلم، قال :» حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً «، وقوله تعالى :﴿ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذلك فأولئك هُمُ الفاسقون ﴾ أي فمن خرج عن طاعتي بعد ذلك، فقد خرج عن أمر ربه وكفى بذلك ذنباً عظيماً، فالصحابة رضي الله عنهم لما كانوا أقوم الناس بأوامر الله عزَّ وجلَّ، وأطوعهم لله كان نصرهم بحسبهم، أظهروا كلمة الله في المشارق والمغارب، وأيدهم تأييداً عظيماً، وحكموا سائر العباد والبلاد، ولما قصّر الناس بعدهم في بعض الأوامر نقص ظهورهم بحسبهم، ولكن قد ثبت في » الصحيحين « من غير وجه رسول الله ﷺ أنه قال :» لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم إلى يوم القيامة « - وفي رواية » حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك «.


الصفحة التالية
Icon