وفي الحديث :« إن موسى عليه السلام آجر نفسه بعفة فرجه وطعمة بطنه »، وقوله تعالى أخباراً عن موسى عليه السلام ﴿ قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأجلين قَضَيْتُ فَلاَ عُدْوَانَ عَلَيَّ والله على مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ﴾ يقول : إن موسى قال لصهره الأمر على ما قلت من أنك استأجرتني على ثمان سنين، فإن أتممت عشراً فمن عندي فأنا متى فعلت أقلهما، فقد برئت من العهد وخرجت من الشرط، ولهذا قال :﴿ أَيَّمَا الأجلين قَضَيْتُ فَلاَ عُدْوَانَ عَلَيَّ ﴾ أي فلا حرج عليّ، وقد دل دليل على أن موسى عليه السلام إنما فعل أكمل الأجلين وأتمهما. روى البخاري عن سعيد بن جبير قال : قال سألني يهودي من أهل الحيرة : أي الأجلين قضى موسى؟ فقلت لا أدري حتى أقدم على حبر العرب، فأسأله، فقدمت على ( ابن عباس ) رضي الله عنه فسألته، فقال : قضى أكثرهما وأطيبهما، إن رسول الله صلى إذا قال فعل. وعن أبي ذر رض الله عنه « أن النبي ﷺ سئل : أي الأجلين قضى موسى؟ قال : أوفاهما وأبرهما، قال : وإن سئلت أي المرأتين تزوج فقل الصغرى منهما »، وروى ابن جرير عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : لما دعا نبي الله موسى عليه السلام صاحبه إلى الأجل الذي كان بينهما قال له صاحبه : كل شاة ولدت على غير لونها فلك ولدها، فعمد موسى فرفع حبالاً على الماء، فلما رأت الخيال فزعت فجالت جولة، فولدن كلهن بلقاً إلاّ شاة واحدة فذهب بأولادهن كلهن ذلك العام.


الصفحة التالية
Icon