عن مجاهد قال : كان موسى عليه السلام قد ملىء قلبه رعباً من فرعون، فكان إذا رآه قال :« اللهم إني أدرأ بك في نحره، وأعوذ بك من شره » فنزع الله ما كان في قلب موسى عليه السلام، وجعله في قلب فرعون فكان إذا رآه بال كما يبول الحمار. وقوله تعالى :﴿ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ ﴾ يعني جعل العصا حية تسعة، وإدخاله يده في جيبه فتخرج بيضاء من غير سوء، دليلان قاطعان واضحان على قدرة الفاعل المختار، وصحة نبوة من جرى هذا الخارق على يديه، ولهذا قال تعالى :﴿ إلى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ﴾ أي وقومه من الرؤساء والكبراء والأتباع، ﴿ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ ﴾ أي خارجين عن طاعة الله مخالفين لأمره ودينه.