يخبر تعالى عن عبده ورسوله ( شعيب ) عليه السلام أنه أنذر قومه أهل مدين فأمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له، وأن يخافوا بأس الله ونقمته وسطوته يوم القيامة، فقال :﴿ ياقوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الأخر ﴾ قال ابن جرير : معناه واخشوا اليوم الآخر، كقوله تعالى :﴿ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ الله واليوم الآخر ﴾ [ الأحزاب : ٢١، الممتحنة : ٦ ]، وقوله :﴿ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأرض مُفْسِدِينَ ﴾ نهاهم عن العيث في الأرض بالفساد، وهي السعي فيها والبغي على أهلها، وذلك أنهم كانوا ينقصون المكيال والميزان، ويقطعون الطريق على الناس، هذا مع كفرهم بالله ورسوله، فأهلكهم الله برجفة عظيمة زلزلت عليهم بلادهم، وصيحة أخرجت القلوب من حناجرها، وعذب يوم الظلة الذي أزهق الأرواح من مستقرها إنه كان عذاب يوم عظيم، وقد تقدمت قصتهم مبسوطة في سورة الأعراف وهود والشعراء، وقوله :﴿ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴾ قال قتادة : ميتين، وقال غيره : قد ألقى بعضهم على بعض.