[ الإسراء : ٣٧ ]. عن ثابت بن قيس بن شماس قال : ذكر الكبر عند رسول الله ﷺ فشدد فيه فقال :« » إن الله لا يحب كل مختال فخور « فقال رجل من القوم : والله يا رسول الله إني لأغسل ثيابي فيعجبني بياضها ويعجبني شراك نعلي وعلاَّقة سوطي، فقال :» ليس ذلك الكبر، إنما الكبر أن تسفه الحق، وتغمط الناس « »، وقوله :﴿ واقصد فِي مَشْيِكَ ﴾ أي امش مقتصداً مشياً ليس بالبطيء المتثبط، ولا بالسريع المفرط بل عدلاً وسطاً بين بين، وقوله :﴿ واغضض مِن صَوْتِكَ ﴾ أي تبالغ في الكلام ولا ترفع صوتك فيما لا فائدة فيه، ولهذا قال :﴿ إِنَّ أَنكَرَ الأصوات لَصَوْتُ الحمير ﴾ قال مجاهد : إن أقبح الأصوات لصوت الحمير، أي غاية من رفع صوته أنه يشبه بالحمير في علوه ورفعه، ومع هذا هو بغيض إلى الله تعالى، وهذا التشبيه بالحمير يقتضي تحريمه وذمه غاية الذم، لأن رسول الله ﷺ قال :« ليس لنا مثل السوء العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه »، وروى النسائي عند تفسير هذه الآية عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال :« إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله، وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنها رأت شيطاناً » فهذه وصايا نافعة جداً، وهي من قصص القرآن العظيم، عن لقمان الحكيم، قود روي عنه من الحكم والمواعظ أشياء كثرة.


الصفحة التالية
Icon