قد تقدم الكلام على الحروف المقطعة في أول سورة البقرة، وروي عن ابن عباس أن ﴿ يس ﴾ بمعنى يا إنسان، وقال سعيد بن جبير : هو كذلك في لغة الحبشة، وقال زيد بن أسلم : هو اسم من أسماء الله تعالى، ﴿ والقرآن الحكيم ﴾ أي المحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ﴿ إِنَّكَ ﴾ أي يا محمد ﴿ لَمِنَ المرسلين * على صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ أي على منهج ودين قويم وشرع مستقيم، ﴿ تَنزِيلَ العزيز الرحيم ﴾ أي هذا الصراط والمنهج والدين الذي جئت به، تنزيل من رب العزة الرحيم بعباده المؤمنين، كما قال تعالى :﴿ وَإِنَّكَ لتهدي إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ الله الذي لَهُ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض ﴾ [ الشورى : ٥٢-٥٣ ]، وقوله تعالى :﴿ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أُنذِرَ آبَآؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ﴾ يعني بهم العرب، فإنه ما أتاهم من نذير من قبله، وقوله تعالى :﴿ لَقَدْ حَقَّ القول على أَكْثَرِهِمْ ﴾، قال ابن جرير : لقد وجب العذاب على أكثرهم، بأن الله تعالى قد حتم عليهم في أم الكتاب أنهم لا يؤمنون، ﴿ فَهُمْ لاَ يُؤمِنُونَ ﴾ بالله ولا يصدقون رسله.