« ألا تحدثنا ما سمعت من رسول الله ﷺ ؟ فقال : سمعته ﷺ يقول :» إن رجلاً حضره الموت فلما أيس من الحياة أوصى أهله إذا أنا مت فاجمعوا لي حطباً كثيراً جزلاً، ثم أوقدوا فيه ناراً، حتى إذا أكلت لحمي وخلصت إلى عظمي، فامتحشت فخذوها فدقوها فذروها في اليم، ففعلوا، فجمعه الله تعالى إليه، ثم قال له : لم فعلت ذلك؟ قال : من خشيتك، فغفر الله عزّ وجلّ له « »، وفي « الصحيحين » « بأنه أمر بنيه أن يحرقوهن، ثم يسحقوه، ثم يذروا نصفه في البر ونصفه في البحر في يوم رائح، أي كثير الهواء، ففعلوا ذلك، فأمر الله تعالى البحر فجمع ما فيه وأمر البر فجمع ما فيه، ثم قال له : كن فإذا هو رجل قائم، فقال له : ما حملك على ما صنعت؟ قال : مخافتك وأنت أعلم، فما تلافاه أن غفر له » وقوله تعالى :﴿ الذي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشجر الأخضر نَاراً فَإِذَآ أَنتُم مِّنْه تُوقِدُونَ ﴾ أي الذي بدأ خلق هذا الشجر من ماء، حتى صار خضراً نضراً، ذا ثمر وينع، ثم أعاده إلى أن صار حطباً يابساً توقد به النار، كذلك هو فعال لما يشاء قادر على ما يريد لا يمنعه شيء، قال قتادة : يقول : هذا الذي أخرج هذه النار من هذا الشجر قادرعلى أن يبعثه، وقيل : المراد بذلك شجر المرخ و الغفار ينبت في أرض الحجاز فيأتي من أراد قدح نار وليس معه زناد، فيأخذ منه عودين أخضرين، ويقدح أحدهما بالآخر، فتتولد النار بينهما كالزناد سواء، وفي المثل : لكل شجر نار واستمجد المرخ والغفار، وقال الحكماء : في كل شجر نار إلا العنَّاب.