[ يوسف : ٣٢ ] أي هو مع هذا الجمال عفيف تقي نقي، وهكذا الحور العين ﴿ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ ﴾ [ الرحمن : ٧٠ ]، ولهذا قال عزّ وجلّ :﴿ وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطرف عِينٌ ﴾. وقوله جلّ جلاله :﴿ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ ﴾ وصفهن بترافة الأبدان بأحسن الألوان، قال ابن عباس :﴿ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ ﴾ يقول : اللؤلؤ المكنون، وأنشد قول الشاعر :

وهي زهراء مثل لؤلؤة الغوا ص ميزت من جوهر مكنون
وقال الحسن :﴿ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ ﴾ يعني مصون لم تسمه الأيدي، وقال سعيد بن جبير :﴿ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ ﴾ يعني بطن البيض، وقال السدي :﴿ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ ﴾ يقول : بياض البيض حين ينزع قشره، واختاره ابن جرير لقوله ﴿ مَّكْنُونٌ ﴾ قال : والقشرة العليا يمسها جناح الطير والعش، وتنالها الأيدي بخلاف داخلها، وفي الحديث عن أنَس رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« أنا أول الناس خروجاً إذا بعثوا، وأنا خطيبهم إذا وفدوا، وأنا مبشرهم إذا حزنوا وأنا شفيعهم إذا حبسوا، لواء الحمد يومئذٍ بيدي، وأنا أكرم ولد آدم على الله عزّ وجلّ ولا فخر، يطوف علي ألف خادم كأنهن البيض المكنون أو اللؤلؤ المكنون ».


الصفحة التالية
Icon