وفي « صحيح مسلم » عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال، قال رسول الله ﷺ :« ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء »، وعن معاذ رضي الله عنه قال، قال رسول الله ﷺ :« مفتاح الجنة لا إله إلا الله ».
وفي « الصحيحين » عن أبي هريرة رضي الله عنه في حديث الشفاعة الطويل :« فيقول الله تعالى : يا محمد أدخل من لا حساب عليه من أمتك من الباب الأيمن، وهم شركاء الناس في الأبواب الأخر، والذي نفس محمد بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة ما بين عضادتي الباب لكما بين مكة أو هجر وهجر مكة وفي رواية مكة وبصرى »، وفي « صحيح مسلم » عن عتبة بن غزوان أنه خطبهم خطبة فقال فيها، ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام، وقوله تبارك وتعالى :﴿ وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ ﴾ أي طابت أعمالكم وأقوالكم وطاب سعيكم وجزاءكم، وقوله :﴿ فادخلوها خَالِدِينَ ﴾ أي ماكثين فيها أبداً لا يبغون عنها حولاً، ﴿ وَقَالُواْ الحمد للَّهِ الذي صَدَقَنَا وَعْدَهُ ﴾ أي يقول المؤمنون إذا عاينوا في الجنة ذلك الثواب الوافر، والعطاء العظيم، والنعيم المقيم الملك الكبير يقولون عند ذلك :﴿ الحمد للَّهِ الذي صَدَقَنَا وَعْدَهُ ﴾ أي الذين كان وعدنا على ألسنة رسله الكرام كما دعوا في الدنيا ﴿ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا على رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ القيامة إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الميعاد ﴾ [ آل عمران : ١٩٤ ]، ﴿ وَقَالُواْ الحمد للَّهِ الذي أَذْهَبَ عَنَّا الحزن إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الذي أَحَلَّنَا دَارَ المقامة مِن فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ﴾ [ فاطر : ٣٤-٣٥ ]، وقوله :﴿ وَأَوْرَثَنَا الأرض نَتَبَوَّأُ مِنَ الجنة حَيْثُ نَشَآءُ فَنِعْمَ أَجْرُ العاملين ﴾. قال أبو العالية وقتادة والسدي : أي أرض الجنة، فهذه الآية كقوله تعالى :﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزبور مِن بَعْدِ الذكر أَنَّ الأرض يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصالحون ﴾ [ الأنبياء : ١٠٥ ]، ولهذا قالوا :﴿ نَتَبَوَّأُ مِنَ الجنة حَيْثُ نَشَآءُ ﴾ أي أي شئنا حللنا فنعم الأجر أجرنا على عملنا.


الصفحة التالية
Icon