[ الأنعام : ٢٨ ].
وقوله جل وعلا :﴿ فالحكم للَّهِ العلي الكبير ﴾ أي هو الحاكم في خلقه العادل الذي لا يجور، فيهدي من يشاء ويضل من يشاء، ويرحم من يشاء ويعذب من يشاء، وقوله جل جلاله :﴿ هُوَ الذي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ ﴾ أي يظهر قدرته لخلقه بما يشاهدونه في خلقه العلوي والسفلي من الآيات العظيمة، الدالة على كمال خالقها ومبدعها ومنشئها، ﴿ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السمآء رِزْقاً ﴾ وهو المطر الذي يخرج به من الزروع والثمار ما هو مشاهد بالحس من اختلاف ألوانه وطعومه وروائحه وأشكاله وألوانه وهو ماء واحد، فالبقدرة العظيمة فاوت بين هذه الأشياء، ﴿ وَمَا يَتَذَكَّرُ ﴾ أي يعتبر ويتفكر في هذه الأشياء ويستدل بها على عظمة خالقها ﴿ إِلاَّ مَن يُنِيبُ ﴾ أي من هو بصير منيب إلى الله تبارك وتعالى. وقوله عزّ وجلّ :﴿ فادعوا الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدين وَلَوْ كَرِهَ الكافرون ﴾ أي فأخلصوا لله وحده العبادة والدعاء وخالفوا المشركين في مسلكهم ومذهبهم، قال الإمام أحمد : كان عبد الله بن الزبير يقول في دُبُر كل صلاة حين يسلم « لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. قال : وكان رسول الله ﷺ يهل بهن دُبُر كل صلاة »، وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله ﷺ كان يقول عقب الصلوات المكتوبات :« لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك واله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله. ولا نبعد إلا إياه » الحديث، وقال النبي ﷺ :« ادعوا الله تبارك وتعالى وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله تعالى لا يستجيب دعاءً من قبل غافل لاه ».