يقول تعالى :﴿ أَوَلَمْ يَسِيروُاْ ﴾ هؤلاء المكذبون برسالتك يا محمد ﴿ فِي الأرض فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الذين كَانُواْ مِن قَبْلِهِمْ ﴾ أي من الأمم المكذبة بالأنبياء، ما حل بهم من العذاب والنكال، مع أنهم كانوا أشد من هؤلاء قوة ﴿ وَآثَاراً فِي الأرض ﴾ أي أثروا في الأرض من البنايات والمعالم ما لا يقدر هؤلاء عليه كما قال عزّ وجلّ، ﴿ وَأَثَارُواْ الأرض وَعَمَرُوهَآ أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا ﴾ [ الروم : ٩ ] مع هذه القوة العظيمة والبأس الشديد، ﴿ فَأَخَذَهُمُ الله بِذُنُوبِهِمْ ﴾ وهي كفرهم برسلهم، ﴿ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ الله مِن وَاقٍ ﴾ أي وما دف عنهم عذاب الله أحد ولا رده عنهم راد، ولا وقاهم واق، ثم ذكر علة أخذه إياهم وذنوبهم التي ارتكبوها واجترموها، فقال تعالى :﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بالبينات ﴾ أي بالدلائل الواضحات والبراهين القاطعات، ﴿ فَكَفَرُواْ ﴾ أي مع هذا البيان والبرهان كفروا وجحدوا، ﴿ فَأَخَذَهُمُ الله ﴾ تعالى أي أهلكهم ودمر عليهم، ﴿ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ العقاب ﴾ أي ذو قوة عظيمة وبطش شديد، وهو ﴿ شَدِيدُ العقاب ﴾ أي عقابه أليم شديد وجميع، أعاذنا الله تبارك وتعالى منه.


الصفحة التالية
Icon