يقول تعالى مخبراً عن فرعون وعتوه، وتمرده وافترائه في تكذيبه موسى عليه الصلاة ولاسلام، أنه أمر وزيره ﴿ ياهامان ﴾ أن يبني له ﴿ صَرْحاً ﴾ وهو القصر العالي المنيف الشاهق، وكان اتخاذه من الآجر المضروب من الطين المشوي، وكما قال تعالى :﴿ فَأَوْقِدْ لِي ياهامان عَلَى الطين فاجعل لِّي صَرْحاً ﴾ [ القصص : ٣٨ ]، وقوله :﴿ لعلي أَبْلُغُ الأسباب * أَسْبَابَ السماوات ﴾ قال سعيد بن جبير : أبواب السماوات، وقيلأ : طرق السماوات ﴿ فَأَطَّلِعَ إلى إله موسى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً ﴾، وهذا من كفره وتمرده أنه كذب موسى ﷺ في أن الله عزّ وجلّ أرسله إليه، قال تعالى ﴿ وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سواء عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السبيل ﴾ أي بصنعه هذا الذي أراد أن يوهم به الرعية، أنه يعمل شيئاً يتوصل به إلى تكذيب موسى ﷺ، ولهذا قال تعالى :﴿ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ ﴾ قال ابن عباس ومجاهد : يعني إلا في خسار.