وقوله تعالى :﴿ وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بني إِسْرَائِيلَ مِنَ العذاب المهين * مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِّنَ المسرفين ﴾ يمتن عليهم تعالى بذلك حيث أنقذهم مما كنوا فيه من إهانة فرعون وإذلاله لهم، وتسخيره إياهم في الأعمال المهينة الشاقة، وقوله تعالى :﴿ مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِياً ﴾ أي مستكبراً جباراً عنيداً كقوله عزّ وجلّ :﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأرض ﴾ [ القصص : ٤ ]، وقوله جلَّت عظمته :﴿ فاستكبروا وَكَانُواْ قَوْماً عَالِينَ ﴾ [ المؤمنون : ٤٦ ]، ﴿ مِّنَ المسرفين ﴾ أي مسرف في أمره سخيف الرأي على نفسه، وقوله جلّ جلاله :﴿ وَلَقَدِ اخترناهم على عِلْمٍ عَلَى العالمين ﴾ قال مجاهد : على من هم بين ظهريه، وقال قتادة : اختبروا على أهل زمانهم ذلك، وكان يقال : إن لكل زمان عالماً، وهذا كقوله عزّ وجلّ لمريم عليها السلام ﴿ واصطفاك على نِسَآءِ العالمين ﴾ [ آل عمران : ٤٢ ] أي في زمانها، فإن خديجة رضي الله عنها أفضل منها، أو مساوية لها في الفضل، وكذا آسية امرأة فرعون، وفضل عائشة رضي الله عنها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، وقوله جلّ جلاله :﴿ وَآتَيْنَاهُم مِّنَ الآيات ﴾ الحجج والبراهين وخوارق العادات ﴿ مَا فِيهِ بَلاَءٌ مُّبِينٌ ﴾ أي اختيار ظاهر جلي لمن اهتدى به.