وقد حكي فيهم أقوال غريبة، فمن الناس من زعم أنهم في الجنة يراهم بنو آدم ولا يروا بني آدم، بعكس ما كانوا عليه في الدار الدنيا، ومن الناس من قال : لا يأكلون في الجنة ولا يشربون، وإنما يلهمون التسبيح والتحميد والتقديس عوضاً عن الطعام والشراب، كالملائكة لأنهم من جنسهم، وكل هذه الأقوال فيها نظر، ولا دليل عليها، ثم قال مخبراً عنهم :﴿ وَمَن لاَّ يُجِبْ دَاعِيَ الله فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأرض ﴾ أي بل قدرة الله شاملة له ومحيطة له ﴿ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءُ ﴾ أي لا يجيرهم منه أحد ﴿ أولئك فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ﴾ وهذا مقام تهديد وترهيب، فدعوا قومهم بالترغيب الترهيب، ولهذا نجع في كثير منهم، وجاءوا إلى رسول الله ﷺ وفوداً وفوداً كما تقدم بيانه، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon