قال ابن إسحاق : فحدثني عبد الله بن أبي بكر أن رسول الله ﷺ قال حين بلغه أن عثمان قد قتل :« لا نبرح حتى نناجز القوم »، ودعا رسول الله ﷺ الناس إلى البيعة فكانت ( بيعة الرضوان ) تحت الشجرة، فكان الناس يقولون : بايعهم رسول الله ﷺ على الموت. وكان جابر بن عبدالله رضي الله عنهما يقول : إن رسول الله ﷺ لم يبايعهم على الموت ولكن بايعنا على أن لا نفر، فبايع الناس، ولم يتخلف أحد من المسلمين حضرها إلا الجد بن قيس فكان جابر رضي الله عنه يقول : والله لكأني أنظر إليه لاصقاً بإبط ناقته قد صبأ إليها، يستتر بها من الناس، ثم أتى رسول الله ﷺ أن الذي كان من أمر عثمان رضي الله عنه باطل، قال أنس بن مالك رضي الله عنه : لما أمر رسول الله ﷺ ببيعة الرضوان كان عثمان بن عفان رضي الله عنه رسول رسول الله ﷺ إلى أهل مكة، فبايع الناس، فقال رسول الله ﷺ :« » اللهم إن عثمان في حاجة الله تعالى وحاجة رسوله « فضرب بإحدى يديه على الأخرى، فكانت يد رسول الله ﷺ لعثمان رضي الله عنه خيراً من أيديهم لأنفسهم » قال البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : إن الناس كانوا مع رسول الله ﷺ قد تفرقوا في ظلال الشجر، فإذا الناس محدقون بالنبي ﷺ، فقال : يعني عمر رضي الله عنه، يا عبد الله انظر ما شأن الناس قد أحدقوا برسول الله ﷺ، فوجدهم يبايعون، فبايغ، ثم رجع إلى عمر رضي الله عنه فخرج فبايغ، وروى البخاري عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال : بايعت رسول الله صل الله عليه وسلم، قال يزيد : قلت يا أبا مسلمة على أي شيء كنتم تبايعون يومئذٍ؟ قال : على الموت.


الصفحة التالية
Icon